البث المباشر

حسن بن علي الوشاء

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 429

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن وجوه الصادقين الاوفياء لاهل البيت وخط الامامة هو العالم التحرير والمجاهد الحسن بن علي الوشاء، كلمة الوشاء صفة لصنعة وشي يعني النقش على الاقمشة‌ على الاشياء الاخرى، ظاهراً انه كان يعمل في هذا المجال، الحسن الوشاء هو كوفي بجلي وهو من وجوه الطائفة الامامية ومن شيوخ اصحاب تلاميذ الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه، لم نعثر على تاريخ ولادته الا انه له خدمات كثيرة في دائرة اهل البيت على مستوى القلم والمستويات الاخرى وساهم بشكل حثيث في مقاومة الفتن التي شوشت على الامامة وبالخصوص على امامة الامام علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه، كأن بعد استشهاد الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه بعض الوكلاء تمردوا وابتزوا الاخماس ورفضوا امامة الامام الرضا عليه السلام وكانوا يزعمون ان الامام الكاظم لم يمت، هذه المجموعة كان يتزعمها علي بن حمزة البطائني وهو كان من الوكلاء ولكن انحرف ومن رؤوس المنحرفين صار. 
النجاشي يروي عن احمد بن محمد بن عيسى قال: خرجت الى الكوفة اطلب الحديث يعني اريد ان اتعلم فقه اهل البيت وعلم اهل البيت فسألت الكثير وكأنه شبه اجماع على ترشيح العالم الكبير الحسن الوشاء، هديت الى هذا العالم ولقيته في مسجد الكوفة سلمت، وبعد ذلك سألته ان يخرج لي ملف العلاء بن رزين القلا وابان بن عثمان الاحمر فأخرجهما اليّ قلت له: احب ان تجيزهما لي. 
فقال: يرحمك الله ما عجلتك؟ 
اذهب فأكتبهما فقلت: يا مولاي ليس من باب العجلة ولكن خير البر ما كان عاجله وانا لا آمن نوائب الزمن فأبدى الحسن الوشاء تأسفه قائلاً لو كنت اعلم مدى الحاجة لحديث اهل البيت لا ستكثرت منه يقول: انا ما كنت اهضم هذه الحقيقة ان الفراغ كبير والحاجة ماسة جداً لفقة اهل البيت، يقول لا سكثرت منه فأتي ادركت في هذا المسجد - مسجد الكوفة- تسعمئة شيخ كلاً يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليه، هذا الكلام يعكس لنا مدى المدرسة الواسعة‌ التي اسسها الامام الصادق سلام الله عليه وفيها اعاد بذرة‌ الفقة الاصيل للرسول صلى الله عليه وآله او السنة‌ المحمدية‌ الاصيلة بعدما ابيدت ابادة تامة ايام بني امية، هذا العالم الجليل وهو الحسن الوشاء له اثار علمية مضيئة مثلاً له كتابه المشهور ثواب الحج وكتاب المناسك والنوادر ويروي الحسن الوشاء روايات واخبار وادعية سمعا واستفادها مباشرة ايام حضوره عند الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه وان كانت الفترة غير طويلة ولكن استطاع الرجل ان يستفيد بالدقيقة الواحدة، استثمر الوقت تماماً فكان لا يتام الا مثلاً وقتاً محدوداً وجيزاً من اجل ان يستفيد من محضر الامام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه، بداية لقاءه مع الامام الرضا وكيفية لقاءه مع الامام الرضا هي مسألة مثيرة وارويها على سبيل الاجمال يقول الحسن الوشاء لما حدثت فتنة حمزة البطائني وتشكيك جماعته بأمامة الامام الرضا قصدت الامام الرضا عليه السلام بمجموعة مسائل شائكة كأنه هو الحسن الوشاء تأثر بهذه الفتنة او ببعض هو امشها او صار عنده شيء من الترديد فيقول سافرت الى الامام الرضا عليه السلام ودونت مذكرة بمسائل معقدة ومورد ابتلاء الناس في ذلك الوقت يقول: وصلت الى مرو والى باب دار الامام الرضا فرأيت الناس طوابير من مختلف البلاد وكل لديه مسائل وكل هؤلاء ينتظرون الدور، يقول ظللت متحيراً، كم يوم يجب ان ابقى هنا؟ انا في هذه الدوامة واذا فجأة واحد بين الناس يسأل ايكم الحسن الوشاء، انا غريب في تلك المنطقة ولا احد يعرفني واذا هذا يسأل ايكم الحسن الوشاء فصحت انا انا تفضل واذا به يخرج الي كتاباً فقلت له: انت من؟ 
قال: انا واحد من خدام الامام الرضا يبدو من العاملين.
ثم اخرج الي كتاباً قال لي: تفضل هذه اجوبة‌ مسائلك يقول الحسن الوشاء فذهلت بحيث قطعت بأمامته وبقيت بعد ذلك اتردد على الامام واستفيد الحديث منه والعلوم الحسن الوشاء يروي هذه القصة مع الامام الرضا وهي ايضاً من دلائل الامام الرضا يقول هذا العالم الكبير احضرني الامام الرضا في مرو قال لي: ماذا تعرف عن علي بن حمزة البطائني قلت له تركته في الكوفة، التفت الي الامام الرضا وقال لا اليوم مات. 
قلت: سبحان الله. 
الامام الرضا يقول: والان انزل علي بن حمزة في قبره وقد جاءه ملكان فسألاه من ربك. 
فقال: الله ربي. 
فسألاه من نبيك. 
فقال: محمد نبي. 
ثم سألاه من امامك. 
فقال: علي بن ابي طالب. 
ثم سألاه عن بعده وعن بعده الى ان وصلا الى ابي الامام موسى بن جعفر فلما قال: امامي موسى بن جعفر سألاه ومن امامك بعده فتلجلج وسكت فصاحابه وزجراه وقالا له ابهذا امرك الله، ابهذا امرك الامام موسى بن جعفر الم يأمرك الامام موسى بأتباع ولده علي الرضا فضرباه بمقمعة من نار فأمتلأ قبره ناراً الى يوم القيامة فتعجب الحسن الوشاء وهنا المقصود به هو عذاب القبر يقول الحسن الوشاء ارتعدت فرائصي من حديث الامام وبعد ذلك اقبل المسافرون من الكوفة وعلمت انه قد حدث بالدقة كلما اخبرني به الامام علي بن موسى الرضا وتداعيات ذلك الحدث آخر المطاف ان هذا العالم الجليل حسن الوشاء اعتل علة الموت ويحدث جده لامه وهو الياس الصير في ان الحسن الوشاء كان يردد على عواده عند احتضاره بصوت عالي اشهدوا علي ايها الناس وليست هذه ساعة كذب واني مودعكم لقد سمعت مولاي الامام الصادق يقول: والله لا يموت عبد بحب الله ورسوله ويتولى الائمة فتمسه النار وكان يكرر ذلك مراراً حتى لفظ انقاسه الاخيرة بمعنى هذا ان من يعتقد به احد عشر من الائمة ولا يعتقد بأمامة واحد فلا ينفعه ذلك شيئاً ‌لان هذه سلسلة ذهبية الايمان بأولهم وآخرهم كالايمان بآخرهم وانكار امام واحد يعني انكار لامامة الكل، أسأل الله الرحمة والرضوان لهذا العالم الجليل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة