البث المباشر

جمال الدين علي الخليعي الموصلي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 11:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 404

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اساطين الصادقين في محبة اهل البيت والتفاني بحبهم هو الشاعر المجاهد والعالم الكبير جمال الدين علي الخليعي الموصلي اعلا الله مقامه وزاد في علو درجاته، هذا الرجل محب غريب لآل البيت، نظم فيهم واجاد ومدحهم فأحسن المديح، هو موصلي المولد ولكن عاش في الحلة الفيحاء في العراق وفيها دفن، ما هي قضية هذا الرجل؟ كيف تحول من الموصل الى الحلة وكيف نشأ؟ طبعاً ما يلفت نظر الاخوة المستمعين والمستمعات هي نكتة مهمة من باب قوله عز من قائل: «يخرج الحي من الميت» هذا الرجل المعظم ولد من ابويين ناصبيين متجاهرين للعداء لال البيت، امه كانت لا تنجب فترة طويلة فنذرت لله نذراً ان رزقت ولداً تبعثه ليقطع الطريق على زوار الحسين ويسلبهم امتعتهم ويقتلهم ويؤذيهم، رزقها الله ولداً ولما اشتد ازره بعثته الى حيث ينفذ نذرها، عند قنطرة على نهر مدينة المسيب وهي تبعد عن كربلاء المقدسة اربعين كيلو متراً فوقف عند عنق القنطرة وهو ينتظر قوافل الزوار، ليسلبهم امتعتهم ويؤذيهم، استولت عليه غفوة ونام نوماً عميقاً، جاءت القوافل وعبرت، طبعاً القوافل اثارت الغبار والتراب وبدنه تغطى بالتراب وهو في نوم عميق فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت وقد امر به الى النار لسوء فعله لكن لما ادخل النار النيران لم تمسه لما عليه من ذلك الغبار وهو غبار زائري الحسين سلام الله عليه، هذا الغبار صار سبباً حال بينه وبين النار فانتبه من نومه فزعاً مرعوباً متاثراً بهذه الرؤيا فارتد على نفسه متمرداً على عقيدة والديه معتنقاً ولاء اهل البيت، هذا الذي اشرت اليه مصداق «يخرج الحي من الميت» واكثر من هذا اندفع اكثر ليصبح من عشاق زيارة الحسين فسكن كربلاء المشرفة ردحاً من عمره ونظم في رؤياه هذين البيتين المأثورين والتي تعاقب الخطباء قديماً وحديثاً على الاستشهاد بهما والبيتان هما:

اذا شئت النجاة فزر حسيناً

لكي تلقى الاله قرير عين

فأن النار ليس تمس جسماً

عليه غبار زوار الحسين

طبعاً هذه الابيات خمست وشطرت عشرات المرات من مختلف الادباء ومنها تخميس للشاعر المبدع الحاج مهدي الفلوجي خمسهما بهذا الشكل الرائع:

اراك بحيرة ملئتك لينا

وشتتك الهوى بيناً وبينا

فطب نفساً وقر بالله عينا

اذا شئت النجاة فزر حسينا

لكي تلقى الاله قرير عين

ثم يقول: 

اذا علم الملائكة منك عزماً

تروم مزاره كتبوك رسماً

وحرمت الجحيم عليك حتماً

فأن النار ليس تمس جسماً

عليه غبار زوار الحسين

اللهم ارزقنا زيارة الحسين، والديه تبرءا منه فهجرهما وبقي يسكن الحلة الفيحاء وينظم ويكتب في اهل البيت حتى احصى ما نظمه في آل الرسول فكان الف وستمئة وست وخمسين بيتاً وقد ذكر المرحوم الاميني اعلا الله مقامه في موسوعته الغدير ذكره باعتباره من شعراء الغدير لان جمال الدين الخليعي له قصيدة رائعة في يوم الغدير ووقائع الغدير ومنها اذكر:

حبذا يوم الغدير

يوم عيد وسرور

اذ اقام المصطفى من

بعده خير امير

هنا يشير الى كيفية انفصاله عن ابويه وتبرأه منهما فقال مخاطباً امير المؤمنين:

لك اخلصت الولا

يا صاحب العلم الغزير

نال مولاك الخليعي

الهنا يوم النشور

بتبريه للرحمن

من كل كفور

ولمن عاداك مني

كل لعن ودحور

فيما تبقى في هذه الفرصة الضيقة، هذا جمال الدين الخليعي له شعر غزير في مراثي الحسين عليه السلام وغيرها، في احدى قصائده، واقعاً من القصائد الرائعة في رثاء الحسين:

أي عذر لمهجة لا تذوب

وحشى لا يشب فيه لهيب

وابن بنت النبي بالطف مطروح

يقن والجبين منه تريب

في مسلم بن عقيل له قصيدة ايضاً، هذا العنصر المبارك له ولد مبارك ايضاً سار على نهجه اسمه الحسن الخليعي وهو من شعراء اهل البيت اخر المطاف هذا المرحوم جمال الدين الخليعي توفي في الحلة الفيحاء في العراق عام 750هجرية ودفن في داخل البلدة في بيته في منطقة باب المشهد وكان قبره يزار وخطت عليه ابيات من نظمه على القبر، زرت قبره وسجلت هذه الابيات من هناك يقول:

يا سادتي يامن بنور هداهم

وسناهم تجلى دجى الظلمات

نال الخليعي النجاة بحبكم

ونجى من النيران أي نجاة

وليبدلن الله خوف وليكم امناً

ويجزيه على الحسنات

قبر هذا العالم زرنه وقلت هذه الابيات دونتها من هناك ولكن لما استولى البعثيون على الامور في العراق احتفت العديد من امثال المشاهد في الحلة الفيحاء بالخصوص فازيلت، قبر الحسين ذو الدمعة هدم وقبته، هذه الصخرة ازيلت ايضاً لان هذه الابيات تحكي الولاء للحسين واهل البيت وربما بعد ذلك خرب القبر بكامله بسبب موجة العداء لاهل البيت، تغمد الله جمال الدين الخليعي بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة