البث المباشر

زهير بن القين البجلي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 11:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 403

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين في عرصات كربلاء هو الشهيد البار زهير بن القين البجلي، هذا العنصر المبارك هو مصداق لقوله عز من قائل(يخرج الحي من الميت) وسبحان الله مغير القلوب وما اعظم التوفيق الالهي حينما يخيم على الانسان لما نقرأ ملف هذا الصديق الصادق الصدوق مع ابي عبد الله الحسين نقرأ من خلال ملفه دور الكلمة الصادقة وكيف ان الكلمة الصادقة حينما تنطلق من صميم القلب من قلب غيور ومن قلب مخلص تؤثر وتغير وكم اطلعنا وسمعنا ورأينا مسارات تغيرت بكلمة واحدة لكن الكلمة ممن انطلقت وكيف انطلقت واين انطلقت، زهير بن القين رجل عثماني، ما هو معنى عثماني؟ احداً يسأل يقول سمعنا زيدي حنفي مالكي حنبلي شافعي امامي اما عثماني؟ نعم لان المذاهب الاسلامية الحنفية المالكية هذه كلها نشأت اواخر القرن الثاني الهجري او اواسط القرن الثاني اما الى ذلك التأريخ المسلمون خطان، خط بقي على موالاة علي واهل البيت فهذا كان يسمى علوي او امامي والخط الثاني هو الذي اخذ بما جرت عليه الامور ويسمى عثماني يعني بعد مصرع عثمان راح الى معاوية وبقي مع معاوية الخط الاموي هذا يسمى عثماني اذن الفوهة واسعة بين هذا التوجه وذاك التوجه عثماني ليس له ربط برائحة الخط العلوي، اصلاً يبرأ من هؤلاء، اذن لنرى ما الذي حدث لزهير بن القين بحيث تغير المسار مئة وثمانين درجة سبحان الله مغير القلوب، الشاعر يقول:

واذا حلت الهداية قلباً

نشطت للعبادة الاعضاء

لا نعرف ما الذي فعله زهير من عمل ربما كان بسيطاً في عينه ولكن هو الذي فجر له هذه العاقبة الحسنة. هذا الرجل كان راجعاً من الحج ومتوجه صوب الكوفة وكان يعمل بقدر جهده على ان لا يكون مع موكب الحسين في منزل واحد، القوافل لا تنزل في الصحراء بل تنزل في مناطق معينة تسمى المنازل، هذا زهير هو وجماعته اذا الحسين نزل في مكان اخذوا رحالهم وتحركوا واذا الحسين تحرك هم نزلوا لكي لا يحتكوا به، طبعاً اهل البيت منفتحين لكن هؤلاء الذين بالتوجه المضاد، تحكم الصدفة ونعم ما حكمت مثلما يقال، ان زوبعة وعجاجاً والجو تغير بحيث لا يمكن للقوافل ان تتحرك فاضطر زهير وركبه ان يكونوا في نفس الموقع الذي كان الحسين سلام الله عليه قد نزل فيه لنرى ما الذي حدث، زهير واصحابه في خيمتهم، في سرادقهم مشغولين بالكلام وسمرهم بازاء هؤلاء الحسين عليه السلام وبني هاشم واهل بيته في جانب آخر، في سرادق آخر لكن هذا ما نراه بالعين المجردة اما الغيب فلا احد يدرك ما الدور الذي يلعبه الغيب، الذي حدث ان زهير كان مشغولاً بالحديث والسمر مع اصحابه دخل رجل غريب فشرأبت اعناقهم وصار نوعاً من الهدوء على السرادق ومن فيه، هذا الرجل طالع في الوجوه يميناً وشمالاً قالوا هل تبحث عن احد قال لا لكن ابحث عن زهير بن القين قالوا هذا زهير. 
قال: هل انت زهير بن القين. 
قال: بلى تفضل. 
قال: الحسين يدعوك، الحسين بن فاطمة يدعوك صعق الرجل، ليست هناك سخية وسابقة ولا هو ملتقي مع الحسين من قبل ولم يراه ابداً، واذا هو في بهت وعجب، زوجته من وراءه قالت الحسين ابن فاطمة يدعوك وانت جالس، قم فنهض زهير وذهب هذه الزوجة الصالحة هي التي تكون مساعدة على النجاة والنجاح والفلاح راح زهير بن القين وكل الموكب تغربل في دوامة ويتسائل ما الموضوع؟ من اين يعرف الحسين؟ متى اتى الحسين من قال للحسين ان زهير هنا؟ لحظات قليلة ورجع زهير وقال لاصحابه في امان الله! الاصحاب في دهشة ان هذا زهير الذي خرج ليس زهير الذي دخل، شكله لكن شخصيته ليس هو وانما هو شخص آخر، سألوه ما الخبر؟ 
قال: لا شيء انا مالي عمل معكم انا ذاهب مع مولاي الحسين ودعهم واخرج متاعه والتفت الى زوجته فقالت انا لا افارقك، انت مع الحسين وانا مع اخته الحوراء زينب، ما يجري لها يجري لي واذا يأتي زهير، ذهب جماعة من اصحابه من باب اطفاء هذه الحيرة فيهم قالوا له هذا التغيير يحتاج الى سنة او سنتين او ربما سنين، انت ذهبت دقائق؟ ما الذي قال لك الحسين بحيث صرت في قالب آخر وحولك الى زهير آخر؟ قال لم يقل لي كلاماً كثير دخلت عليه قال لي انت زهير؟ 
قلت: نعم. 
قال: انا الحسين بن فاطمة واريد انصاراً هل تنصرني؟ 
انا قلت: نعم، هذا كل ما في الامر، انظر هذا هو التوفيق الالهي واذا صحيح يدوي صوت زهير يوم العاشر من المحرم يقول لهم: 

انا زهير وانا بن القين

اذودكم بالسيف عن حسين

ان حسيناً احد السبطين

من عترة البر التقي الزين

يا ليت نفسي قسمت قسمين

وعاد يحمل على الجيش ويرجع للحسين ويبدي حبه واخلاصه وتفانيه ويقول له:

فدتك نفسي هادياً مهدياً

اليوم القى جدك النبياً

وحسناً والمرتضى علياً

وذو الجناحين الشهيد حياً

واسد الله الفتى الكميا

ويخطب تلك الخطبة الرائعة بحيث خطابه دمر الجيش فصاح بن سعد اسكت اسكت الله نامتك لقد ابرمتنا بكلامك فقال له زهير بن القين يا بن البوال على عقبيه ما اياك اخاطب انما انت والله بهيمة لا اظن انك تتقن من كتاب الله آيتين فابشر بالخزي والعار وقاتل حتى سقط شهيداً وآخر لحظة وآخر كلمة كان ينطق بها يدعو «اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم ابلغ نبيك عني السلام ولفظ انفاسه ليلقى الله شهيداً» زاد الله في علو درجاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة