البث المباشر

همام بن غالب بن صعصعة التميمي المعروف بالفرزدق

الأحد 17 فبراير 2019 - 11:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 366

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين في مواقفهم وحبهم لآل الرسول هو الشاعر المهاب والبطل اللسن الفرزدق رحمة الله عليه، من منا لم يسمع بأسم الفرزدق ولا تمر مناسبة وفاة الامام زين العابدين او ولادة الامام زين العابدين الا ويذكر الفرزدق على المنابر وقصيدته التاريخية التي لا ثاني لها في سبكها وفي نظمها ومضامينها الفرزدق رحمه الله يكنى بأبي فراس واسمه همام بن غالب بن صعصعة التميمي وهو بصري من مواليد البصرة عام 38هـ واشتهر بالفرزدق بسبب ما متعه الله به من بهاء كان وجهه وسيماً مدوراً ‌يشبه الفرزدقة فيسموه الفرزدق، شاعر من قبيل الفرزدق نادر ومدرسة للتاريخ وللتربية وهو شاب وعلى اي حال الشاب له طموحات وله آمال ويقف يمدح الامام زين العابدين ويوجه الادانة لاعداء اهل البيت وبتلك الصورة‌ السافرة وما يترتب عليه من حبسه هذا ما معناه يحبس ويطعم الماء القراح في السجن والسجن في منطقة‌ نائية كل هذا يتحمله وهو شاب وبأمكانه ان يجامل الطواغيت ويشبع رغباته ولكن هناك عقل ووجدان وهناك فهم طبيعي الحياة ومستحقاتها والآخرة واستحقاقاتها فضرب على كل ذلك وآثر قول الحق والدفاع عن الحق والتضامن مع اهل البيت واذا هو امام ذلك الجمع الغفير في البيت الحرام وفي وقت حساس وحرج والخليفة لم يتمكن من قبض الحجر الاسود رغم ما كان معه من طاقم من رجال الامن وغيرهم واذا يأتي الامام زين العابدين والناس تلقائياً ولم يكن بصحبته احد يفتحون له الطريق ويصل الى الحجر الاسود ويستلمه ويشكر الله هذا الموقف يعكسه ويجسده الفرزدق والذي اثار الفرزدق لما سأل هشام بن عبد الملك كان امير الحاج في تلك السنة انه من هذا الذي الناس افتتنوا به وفتحوا له الطريق واذا بهشام يتنكر يقول لا اعرفه ثارت الحمية في نفس الفرزدق ووقف

وارتجل بلا اعداد قبلي

يا سائلي اين حل الجود والكرم

فذا بيان اذا طلابه قدموا

هذا الذي تعرف البطحاء‌ وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده انبياء الله قد ختموا

هذا علي رسول الله والده

امست بنور هداه تهتدي الامم

وراح يعطي الصفات التي هي عين الامام زين العابدين وحقيقة الامام زين العابدين يقول:

في كفه خيزران ريحه عبق

من كف اروع في عريننه شمم

اذا رأته قريش قال قائلها

الى مكارم هذا ينتهي الكرم

يغضي حياءاً ويغضى من مهابته

فما يكلم الا حين يبتسم

ما قال لا قط الا في تشهده

لولا التشهد كانت لاءه نعم

ثم يقول وهذه شكلت عنصر المواجهة الحقيقية:

من معشر حبهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم

ان عد اهل التقى كانوا ائمتهم

او قيل من خير اهل الارض قيل هموا

ثم يقول: 

وليس قولك من هذا بضائره

فالعرب تعرف من انكرت والعجم

هذا الموقف لم يكن بدافع مال والمال عند خصومهم لكن كان الدافع الالتزام بالمبادئ ودافع التقيد باوامر الله سبحانه وتعالى وهو الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم. الفرزدق اسمه همام وهو من طفولته ظهرت عليه بوادر التبوء لهذا الموقف، من ايام صباه يقول المؤرخون ان اباه غالب بن صعصعة والمشهر بذي الابل الكثيرة وله قضية اذكرها فيها بعد، صعصعة دخل على الامام امير المؤمنين فرحب به الامام(ع) لان اباه وهو صعصعه ابو غالب كان له موقع خاص عند رسول الله واسلم على يد النبي(ص) وكان معروف بأنه محيي الموتى، هذا ايامه كان العرب عندهم قواعد سيئة وواحدة منها واسوءها هي انهم يأدون بناتهم يدفنونهم احياءاً من خوف الفقر فكان يفتدي بناتهم بالاموال الطائلة يعطي الابل والماشية وينقذ البنت من الؤد والدفن والموت وطبعاً من انقذ نفساً فكأنما احيا الناس جميعاً ولو ان الاحياء بالمعنى الاخص هو يعني الانقاذ الفكري من الضياع واخراج الانسان من الضلالة الى الهدى فهذا غالب بمال ابيه صعصعة من موقع رحب به امير المؤمنين، الفرزدق كان مع ابيه غالب فسأله امير المؤمنين يا غالب من هذا الفتى معك فقال سيدي هذا ولدي همام الفرزدق وهو شاعر يحب الشعر فأذق من طفولته كانت عنده بداية فقال له الامام امير المؤمنين علمه القرآن وهذه الكلمة سمعها الفرزدق وهو في بدايات عمره ومع ابوه تقول الروايات قيد نفسه وآلا يعني تعاهد مع نفسه ان لا يفك قيده حتى بعد ان يحفظ القرآن، ولقي الحسين(ع) والفرزدق بطريقه الى‌العراق والحسين بطريقه الى‌ الكوفة كان متجهاً والفرزدق راجعاً من الكوفة فسأله الامام الحسين عن الناس وعن الشارع العام قال سيدي قلوبهم معك وسيوفهم عليك فقال له الحسين ان معي حمل بعير من كتبهم ورسائلهم يدعونني اليهم يناشدونني الله على ذلك وبعدما استشهد ابو عبد الله الحسين لزم الفرزدق الحزن الخالد وقال كلمته الشهيرة وبالفعل طبق ذلك قال ان غضبت العرب لمقتل الحسين واخذت بثاره فأعلموا انه سيدوم عزها وتبقى هيبتها وان تجاهلت ذلك ولم تهتز فأعلموا انه لم يزدها الله الا ذلاً وعاراً وانشد الفرزدق يقول:

فأن انتم لم تثأروا بأبن خيركم

فألقوا السلاح واغزلوا بالمغازل

توفي الفرزدق رحمة الله عليه عام 110 هـ ولكن باق حتى اليوم والى الابد خالداً‌ على الاذهان والوجدان والمشاعر لخدمته للحق ولاهل البيت اسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة