البث المباشر

أبيات للسيد ابراهيم العطار في المهدي/لقب الآخذ بثأر الحسين(ع) ومصاديق تحققه /معنى كون المهدي هو صاحب يوم القيامة/ اخبار الائمة مسبقاً عن خصوصيات عصري الغيبة الصغرى والكبرى

السبت 16 فبراير 2019 - 14:05 بتوقيت طهران

(الحلقة:110)

موضوع البرنامج:
أبيات للسيد ابراهيم العطار في المهدي(عج)
لقب الآخذ بثأر الحسين(ع) ومصاديق تحققه
معنى كون المهدي(عج) هو صاحب يوم القيامة
اخبار الائمة (ع) مسبقاً عن خصوصيات عصري الغيبة الصغرى والكبرى

******

لم ابك ذكر معالم وديار

قد اصبحت ممحوة‌ الآثار

لكن بكيت وحق ان ابكي دماً

لمصاب آل المصطفى المختار

واذا تمثلت الحسين بكربلا

اصبحت ذا قلق ودمع جاري

لا كان في الايام يومك انه

اذكى بقلبي جذوة‌ من نار

الله اكبر انها لمصيبة

لم تخب لوعتها مدى الاعصار

حتى يقوم القائم المهدي من

آل الرسول مطالباً بالثار

الاشوس المغوار نجل الاشوس

المغوار نجل الاشوس المغوار

مقدام رايات الوغى بتار

اعمـار الكماة بعضبه البتار

يا مدرك الاوتار ادركنا فقد

عظم البلا، يا مدرك الاوتار

فاليك ياغوث العباد المشتكى

مما الم بنا من الاشرار

فالمؤمنون على شفا جرف الردى

فبدار يابن الاكرمين بدار

يارب اظهر ديننا بظهوره

وانصره واجعلنا من الانصار

*******

السلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته، ورضوانه على السيد الجليل ابراهيم العطار (رحمه الله) صاحب الابيات الولائية التي افتتحنا بها هذه الحلقة من البرنامج.
وهو من اعلام العلماء الأتقياء وشعراء الولاء في القرن الهجري الثالث عشر اذ توفي (رضوان الله عليه) سنة ۱۲۳۰ للهجرة، وفي ابياته المتقدمة‌ استنهاض لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) للأخذ بثار الحسين (عليه السلام) وهذا اللقب من القاب مولانا المهدي هو ولقبين آخران موضوع الفقرة الاولى من فقرات البرنامج، تليها اجابات سماحة الشيخ علي الكوراني عن طائفة من اسئلتكم وتعليقات مختارة من كتاب غيبة النعماني (رضوان الله عليه) تشتمل على فوائد قيمة، فأهلاً‌ بكم ومرحباً.

*******

ايها الاخوة والاخوات، نقلنا لكم في مطلع الحلقة السابقة ابياتاً ‌لمولانا امير المؤمنين علي (عليه السلام) يخاطب فيما ولده سيد الشهداء الحسين (سلام الله عليه)، ويذكر فيها سليلهما المهدي بثلاثة القاب وعدناكم بالتحدث عن دلالالتها في هذه الحلقة، وها نحن نفي بهذا الوعد في الفقرة التالية وعنوانها تعرفونه هو:

القاب الشمس

بالنسبة للقب الاول وهو لقب الآخذ بثار الحسين (عليه السلام) فقد تحدثنا عن دلالاته في حلقات سابقة وبصورة مفصلة، اما بالنسبة للقب الثاني وهو الآخذ بثأر امير المؤمنين ويمكن تعميمه والقول «الآخذ بثار آل محمد» فدلالاته واضحة ومهمة ايضاً، فهو يشير الى ان مولانا المهدي )عجل الله فرجه) هو الذي ينهي الله - عزوجل- على يديه حاكمية خط الظلم والجور الذي يمثل جنود الشيطان بمختلف اشكالهم وظواهرهم الالحاديه او الشركية او الدينية المزيفة كالتيار اليزيدي التكفيري الذي يخفي الشرك في لباس التوحيد.
اجل، فهذا الخط هو الذي انزل كل المصائب والاذى بآل محمد (صلى الله عليه وآله) سادات خط الايمان والهدى وجنود الرحمن الذين يسعون الى توفير الحياة الطيبة والكريمة لكل المجتمع البشري في ظل تحقق العبودية الحقة لله - عزوجل- وانهاء مظاهر الشرك وفقدان المساواة والعدالة.
وهذا ما يحققه الله - عزوجل- على يد وليه وبقيته في ارضه المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، ‌وبتحققه يتحقق معنى الثأر لآل محمد جميعاً من ظالميهم في معناه الشمولي.
ولكن ثمة دلالة اخرى لهذا اللقب المهدوي تهدينا اليها الاحاديث الكثيرة المبينة لوقائع عصر الرجعة عند ظهور قائم آل محمد (صلوات الله عليهم جميعاً)، فقد صرحت الاحاديث الشريفة بان الله جلت قدرته وبعد ظهور وليه المهدي (عليه السلام) يرجع الى الحياة الدنيا من محض الايمان محضاً ومن محض الكفر محضاً، اي الذين بلغوا المراتب الخالصة في الايمان وكذلك في الكفر، لكي يبلغ افراد الطائفة الاولى كل ما رجوه من مراتب القرب الالهي، ولكي يكتمل القصاص والعذاب الدنيوي قبل الاخروي بافراد الطائفة الثانية جزاءً على الجنايات التأريخية التي ارتكبوها بحق المؤمنين واولياء الله بالخصوص.
ومما لا شك فيه - ايها الاخوة‌ والاخوات- ان قتلة امير المؤمنين وسائر اعلام اهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم اجمعين) هم (اي القتلة) - لعنهم الله- ممن محضوا الكفر محضاً، فيشملهم حكم الرجعة والاحياء لكي يتحقق او يكتمل القصاص الدنيوي المتناسب مع فظاعة الجرائم التي ارتكبوها ضد صفوة خلق الله - عزوجل- واحب خلقه اليه، وهذا يعني انهم سيعادون الى الحياة ويثأر منهم مولانا المهدي (سلام الله عليه).
وعلى ضوء البيان المتقدم يتضح، معنى لقب «صاحب يوم القيامة» وهو اللقب الثاني الذي ورد في خطاب الامام علي امير المؤمنين لولده الحسين (عليهما السلام)، فالمقصود منه الاشارة ‌الى عصر الرجعة الذي يوصف في بعض النصوص بالقيامة ‌الصغرى.
وسر هذه التسمية يكمن في ان عصر ظهور مولانا المهدي ارواحنا فداه سيشتمل على كشف البصائر واتضاح الحقائق التي تميز يوم البعث والحشر الاكبر وتحقق جملة من الاحكام الالهية‌ المرتبطة‌ بالظالمين والمظلومين في عالم الدين والتي تكون نموذجاً مصغراً لما سيجري في يوم القيامة الكبرى.

*******

نشكر لكم طيب متابعتكم لهذا البرنامج في مختلف فقراته ومنها الفقرة التالية ليجيب فيها سماحة الشيخ علي الكوراني عن طائفة من اسئلتكم الكريمة.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخ احمد كامل من النجف الاشرف وردت رسالة للبرنامج فيها اربعة اسئلة ‌ترتبط بقضية الامام المهدي سلام الله عليه من زاوية انصار الامام عليه السلام، من هذه الاسئلة سؤال يقول، هل يقع البداء في اسماء اصحاب الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف الذين وردت اسماءهم في بعض الروايات؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، عندنا اربع روايات فيها ذكر لاصحاب الامام او بلدانهم وهذه لم يتم سندها عند احد من العلماء لذلك ليس عندنا تسمية حتى نسأل انه يقع فيها البداء اولا ثم ان اصحاب الامام عليه السلام ليسوا نوعاً واحداً اصحاب الامام هم السفراء الاربعة، اصحابه في غيبة الابدال اصحاب الثلاثمئة وثلاث عشر، اصحابه السبعين الف يماني الذي في حديث النبي صلى الله عليه وآله هم معه في مكة، خمسة عشر الف يطلع بهم، حوالي مئة الف يأتي بهم الى النجف هؤلاء كلهم اصحاب.
المحاور: الظاهر انه يقصد الثلاثمئة وثلاثة عشر بالتحديد؟
الشيخ علي الكوراني: لا ما صح عندنا تسميتهم وتسمية بلدانهم.
المحاور: الشيخ الكوراني هناك سؤال آخر يرتبط بهذه الكوكبة بالذات، يقول هل ان جميعهم من الاحياء ام من بينهم من يبعث من قبورهم عند ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
الشيخ علي الكوراني: لا هؤلاء غير الذين يبعثون من قبورهم، ثلاثمئة وثلاثة عشر هؤلاء كل واحد منهم من اقاصي الارض يجمعهم الله له في ليلة واحدة وان اهل الكهف يبعثون من قبوره، هؤلاء مجموعة اخرى.
المحاور: سماحة الشيخ ينقل ايضاً عن كتاب غاية المرام رواية عن الامام الصادق رواية ترتبط بهؤلاء، اصحاب الامام المنتظر عليه السلام هذا الوصف هم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين يمسحوا بطونهم وظهورهم لانسل لهم، يقول فمالمقصود بالنجباء والحكام وهل ان جميع هؤلاء عقيمون لا ذرية لهم؟
الشيخ علي الكوراني: هذا لا، هذه متسربة الينا من الصوفية ومن ابن عربي وهم عندهم ان الابدال وعندهم من صفات احدهم ان يكون عقيماً ولكن ليس عندنا.
المحاور: الرواية‌ لابد ان يكون لها تفسير آخر؟
الشيخ علي الكوراني: ولعلها ليست رواية كلام ابن عربي يظهر...
المحاور: هو في غاية المرام.
الشيخ علي الكوراني: نعم هو لابن عربي.
المحاور: ومنسوبة للامام الصادق عليه السلام.
الشيخ علي الكوراني: انا رأيتها عند ابن عربي ومنسوبة بلا سند.
المحاور: يسأل ايضاً عن النجباء والحكام؟
الشيخ علي الكوراني: عندنا نجباء مصر وعصائب العراق وابدال الشام هؤلاء لما يظهر الامام عليه السلام الله سبحانه وتعالى يختار له من اقاصي الارض من العراق ومصر والشام وايران والصين واوروبا وغيرها، هؤلاء نخبة هؤلاء هم نجباء هم ابدال هم الحكام هم الذين كل منهم يملك الاسم الاعظم وشخصياتهم غير عادية كأنهم مولودين مع بعض يلتقون.
المحاور: سماحة الشيخ، السؤال الاخير الذي يرتبط بأصحاب الامام المهدي عليه السلام في رسالة الاخ احمد كامل من النجف اعتقد انكم اجبتم عليه بصورة ضمنية عنه ولكن اقرأه هنا لو كانت ملاحظة اضافية يقول ذكر ابو صالح السليلي في كتاب الفتن ان امير المؤمنين عليه السلام خطب قائلاً ان اصحاب المهدي اولهم من البصرة واخرهم من اليمامة فهل هذا الترتيب لاصحاب المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف محسوب على درجة ايمانهم، هذه الرواية لم تصح وفتن السليلي لم تصلنا، نقل عنها السيد بن طاووس رضوان الله عليه اذا كان سند ما نقل عن ابن السليلي نقبله وهذه الرواية لا توجد في مصدر آخر ولا بسند اذا صحت هذه الرواية يمكن اولهم انا واخرهم، اذا بهذا المعنى تصح والا فلا.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً.

*******

اهلاً بكم احباءنا مرة اخرى في هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب، وحيث ننتقل الى الفقرة التالية وعنوانها هو:

الامام المهدي (عجل الله فرجه) في حركة التأليف

اخترنا لكم من التعليقات الدقيقة التي اوردها العالم الجليل الشيخ محمد بن ابراهيم النعماني -رضوان الله عليه- تعليقتين وردتا في الفصل الخاص بالاحاديث الدالة والمصرحة بوقوع غيبة الامام المهدي (عجل الله فرجه) وقبل وقوعها والتي روى الشيخ النعماني عدداً كبيراً منها في كتابه القيم الغيبة.
قال رحمه الله: وفي قوله (عليه السلام) [يعني الامام الصادق] في الحديث الرابع من هذا الفصل حديث عبد الله بن سنان «كيف انتم اذا صرتم في حال لاترون فيها امام هدىً ولا علماً يرى»، دلالة على ما جرى ‌وشهادة بما حدث من امر السفراء الذين كانوا بين الامام (عليه السلام) وبين الشيعة ... لان السفير بين الامام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم، فلما تمت المحنة على الخلق ارتفعت الاعلام ولا ترى حتى يظهر صاحب الحق عليه السلام ووقعت الحيرة... وصح امر الغيبة الثانية.
وهذه التعليقة من دقائق الفهم التي تميز كتاب غيبة النعماني رحمه الله، فهو يستنبط من الحديث الصادقي المتقدم اخباره (عليه السلام) عن خصائص الغيبة الصغرى وعهد السفراء الاربعة وما يميزه عن عصر الغيبة الثانية (من خلال دقة‌ الفهم لوصف (علم يرى) بعد عبارة «امام هدىً») فواضح لمن تدبر في الحديث الشريف ان ثمة تغايراً بين امام الهدى والعلم الذي يرى في حين تصور كثيرون ان المصداق واحد اما الشيخ النعماني فقد بين الفرق وصرح بان العلم الذي يرى في هذا الحديث الشريف هو السفير بين الامام وشيعته والذي يكون في اوساط المؤمنين ويربطهم بأمامهم وهذا من مختصات عصر الغيبة الصغرى.
اما التعليقة الثانية‌ التي اخترناها لهذه الحلقة من كتاب غيبة النعماني فقد اوردها (رضوان الله عليه) في الفصل اللاحق والذي روى‌ فيه طائفة من الاحاديث الشريفة عن الائمة الصادقين (عليهم السلام) بشأن غيبة الامام المهدي الثانية او غيبته الكبرى (عجل الله فرجه).
قال (رضوان الله عليه): فاعتبروا يا اولي الابصار الناظرة بنور الهدى والقلوب السليمة من العمى المشرقة بالايمان والضياء بهذا القول، قول الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في الغيبة وما في القائم (عليه السلام) من سنن الانبياء (عليهم السلام) من الاستتار والخوف ... وتأملوه حسناً فانه يسقط معه الاباطيل والاضاليل التي ابتدعها المبتدعون الذين لم يذقهم الله حلاوة الايمان والعلم... ولتحمد هذه الطائفة القليلة الله حق حمده على ما من به عليها من الثبات على نظام الامامة وترك الشذوذ عنها كما شذ الاكثر ممن كان يعتقدها وطار يميناً وشمالاً وامكن الشيطان من قياده وزمامه.... ولا يذهبن عنكم ما يقوله الصادقون (عليهم السلام) صفحاً بأستماعكم اياه بغير اذن واعية وقلوب مفكرة والباب معتبرة متدبرة....
ان من اهداف نقلنا ايها الاخوة والاخوات لهذه التعليقات القيمة من صاحب كتاب الغيبة هو التنبيه الى ضرورة التدبر في احاديث النبي والائمة (صلوات الله عليهم اجمعين) فيما يرتبط بقضية‌ مولانا المهدي (عجل الله فرجه) واجتناب النظرات السطحية لها، فان هذا التدبر يعيننا على الحصول على مراتب اعمق من المعرفة بامام زماننا والنجاة من ميتة الجاهلية بمختلف مراتبها الصريحة الواضحة والخفية الدقيقة. رزقنا الله المعرفة السليمة بأمامنا وصدق موالاتنا واتباعه. الى لقاء مقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة