البث المباشر

أبيات منسوبة للامام علي(ع) في البشارة بالمهدي(ع)/ معنى كون الامام المهدي هو الرحمة الواسعة/ تعليقات مهمة للشيخ النعماني على أحاديث المهدي/ السيد الكلبايكاني وطلب الهداية

السبت 16 فبراير 2019 - 14:01 بتوقيت طهران

(الحلقة:109)

موضوع البرنامج:
أبيات منسوبة للامام علي(ع) في البشارة بالمهدي(ع)
معنى كون الامام المهدي(عج) هو الرحمة الواسعة
تعليقات مهمة للشيخ النعماني على أحاديث المهدي(عج)
السيد الكلبايكاني وطلب الهداية من امامة المهدي(عج)

حسين اذا كنت في بلدة

غريباً فعاشر بآدابها

فلا تفخرن فيهم بالنهى

فكل قبيل بألبابها

ولو عمل ابن ابي طالب

بهذه الامور كأسبابها

ولكنه اعتام امر الاله

فأحرق فيهم بأنيابها

عذيرك من ثقة بالذي

ينيلك دنياك من طابها

فلا تمرحن لأوزارها

ولا تضجرن لاوصابها

قس الغد بالامس كي تستريح

فلا تبتغي سعي رغابها

كأني بنفسي واعقابها

وبالكربلاء ومحرابها

فتخضب منها اللحى بالدما

ء خضاب العروس بأثوابها

اراها ولم يك رأي العيان

وأوتيت مفتاح ابوابها

مصائب تأباك من ان ترد

فأعدد لها قبل منتابها

سقى الله قائمنا صاحب

القيامة والناس في دأبها

هو المدرك الثار لي يا حسين

بل لك فاصبر لاتعابها

لكل دم الف والف وما

يقصر في قتل احزابها

هنالك لا ينفع الظالمين

قول بعذر واعتابها

*******

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج وقد استمعتم في مطلعها لابيات اخترناها من الديوان المنسوب لمولانا امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) يخاطب فيها ولده سيد الشهداء الامام الحسين )عليه السلام) ويخبره بما سيجري عليه من مصائب مبيناً اسبابها ومبشراً بظهور مولانا صاحب الزمان وخاتم الاوصياء المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) واصفاً له بثلاثة القاب هي من امهات القابه (عليه السلام) الاول: قائم آل محمد والثاني صاحب القيامة والثالث المدرك لثأر الحسين (عليه السلام) بل والمدرك لثأر امير المؤمنين (عليه السلام) ايضاً، وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة ان شاء الله مع بيان معنى اللقب الثاني اي صاحب القيامة.

*******

اما في هذه الحلقة من البرنامج فسنتحدث في الفقرة الاولى عن دلالات لقب "الرحمة الواسعة" من القاب مولانا المهدي، وفي الثانية يجيب ضيف البرنامج الشيخ الكوراني عن طائفة من اسئلتكم اولها سؤال عن ارتباط فاجعة تدمير حرم العسكريين (عليهما السلام) في سامراء بظهور سليلهما المهدي، وفي الفقرة الثالثة ننقل لكم فوائد مهمة من كتاب غيبة النعماني ومسك الحلقة رواية توسل اية الله العظمى السيد الكلبايكاني بالمهدي (عجل الله فرجه) لمعرفة ما يعمل به عند الحيرة والفتن .... فالى اولى فقرات البرنامج وعنوانها كما تعلمون هو:

القاب الشمس

اللقب السابع عشر من القاب مولانا الحجة )ارواحنا فداه) المذكورة في زيارة آل ياسين المباركة هو لقب «الرحمة‌ الواسعة» وهو ذو اصل قرآني، فقد وصف القرآن الكريم جده النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بأنه المرسل رحمة للعالمين، وقد ثبت بالكثير من الادلة والبراهين ان مقامات النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) تجري بأستثناء النبوة وما اختص به لأوصيائه ومنهم سميه خاتم الاوصياء المهدي (عجل الله فرجه).
اما بالنسبة لدلالات هذا اللقب والمستفاد من إطلاقه على امام زماننا (عليه السلام)، فهي واضحة اجمالاً ونقول في توضيحها، ان «الرحمة» تشمل جميع انواع النعم والبركات العامة والخاصة التي يتفضل بها الله - عزوجل- على خلقه وحجة الله هو واسطة نزول هذه النعم والبركات بمختلف اقسامها، كما هو واضح من كثير من النصوص الشريفة.
فمثلاً نفهم من الاحاديث الشريفة المتواترة والمصرحة بانه لولا الحجة لساخت الارض بأهلها، نفهم ان نعمة اصل استمرار الوجود وما يتفرع عنه حاصلة ببركة وجود الحجة، ومصداقه في عصرنا هو المهدي المنتظر (ارواحنا فداه)، اما ايصال الرحمات الخاصة، كإغاثة المستغيثين وهداية المستعدين الى مراتب القرب الالهي وحفظ الدين من التحريف وحفظ كيان المؤمنين من الابادة ونظائر ذلك، فهي من مهمات واجبات الامامة التي يقوم بها الامام (عليه السلام) في ظل مختلف الاوضاع وسواء في عصر غيبته او ظهوره (عجل الله فرجه).
وعلى ضوء هذه الحقيقة وشمولية البركات والنعم المتحصلة من وجود حجة الله - عزوجل- في ارضه، نفهم سر وصف الامام بانه الرحمة الواسعة، وهذا الامر ينطبق على جميع الائمة (سلام الله عليهم) وقبلهم سيدهم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)... ولكن يبقى لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) خصوصية في ظهور مظاهر الرحمة الالهية الواسعة سواء في غيبته او في ظهوره.
اما في غيبته فبحكم طول مدة امامته (عليه السلام)، واما في عصر ظهوره فببركة ما يحققه الله - عزوجل- على يديه من اقامة العدل في جميع ارجاء المعمورة وسيادة الامن وحاكمية الهدى والتوحيد الخالص وفتح ابواب الهدايات العامة والخاصة للجميع وازالة العقبات الصادة عن ذلك فيبلغ المؤمنون كل مرادهم من طاعة الله -عزوجل- وتنزل البركات المادية والمعنوية باشمل واوسع صورها.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت الى البرنامج سؤال من السيد ابي محمد عبر البريد الالكتروني يقول فيه فيما يرتبط بقضية تفجير مرقد الاماميين العسكريين عليهما السلام في سامراء، يقول هل وردت لهذا الحدث او هذه الفاجعة اشارات كأحدى علائم ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ تفضلوا.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم لم اجد رواية في هذا الموضوع ولكن مجموع الاحاديث الشريفة فيما يجري في العراق من ضغط واستهداف لاتباع اهل البيت عليهم السلام فيه مفردات كثيرة وانه يكون خوف ذريع وقتل فضيع ويكون النواصب ومقدمة‌ السفياني، هذه موجودة اذن ينطبق عليه الاوصاف العامة.
المحاور: الاخ الياسري على ما يبدو من السادة من منطقة كرمة‌ بني سعيد من العراق يسأل سؤال طويل عن قضية ان من علامات الظهور الحرب العالمية الثالثة وان تكون اشد من الحربين الاولى والثانية ما هي طبيعة هذا وينقل ايضاً نبوءات لموسو راد نوس في هذا الشأن وقبل ان يتحقق العدل الالهي حركة النجوم ستجعل الارض مستقرة وثابتة ويسأل عن ملابسات هذه العلامة من علامات الظهور؟ تفضلوا.
الشيخ علي الكوراني: احيي اخواني واحيي هذا السيد رضوان الله على جده احب لهم ان يكون تصورهم من النصوص الصحيحة اولاً الحرب عند ظهور الامام او قبل ظهور الامام غير واضحة وممكن في سنة ظهوره وممكن ان تأخذ شكل حروب متعددة وفي مقدمة كتاب عصر الظهور ايضاً كتبت ان هذه التنبؤات لا يمكن ان نثق بها، هو اخذ اشياء من مصادر المسلمين وكتبها وفي قبل خمسمئة سنة او اكثر منجم واصله يهودي وكان في ايطاليا وفرنسا واسبانيا ورأى المكتبات الاسلامية‌ فأخذ اشياء من مصادرنا وكتبها بلغة فرنسية قديمة، يعني الآن غير مفهومة، الاعلان هذا الذي يكتبوه من تأويلات متعددة فلذلك عدة تأويلات، بعد انها اخطأت لانه يقول في الالفين وبعد احداث ضخمة عالمية وظهور الامام في الستة والتسعين او الفين اخطأت، اذن من غير الممكن ان نعتمد عليه.
المحاور: الاخ يتصور ان الحرب العالمية الثالثة تقع بين المعسكرين المتصارعين الرأسمالي والشيوعي؟
الشيخ علي الكوراني: لا يعلم ذلك وهذا تصور معقول انها بين الهند والصين ولان النصوص تدل على انها بعيدة عن المسلمين وربما تكون في سنة الظهور او بعد بداية ‌ظهور الامام سلام الله عليه.
المحاور: بالنسبة للعلامات التي تذكر ظهور المسيح عليه السلام وظهور الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، يسأل الاخ هل يمكن ان تكون العلامات المقصود منها ظهور المسيح وبعضها الآخر ظهور الحجة تحت عنوان واحد مثلاً؟
الشيخ علي الكوراني: لا يمكن هناك حدود للالفاظ يعني النبي يريد ان يقول انه يتكلم عن ابنه المهدي يقول المسيح او الائمة عليهم السلام هناك نصوص وهناك حدود للفظ، الفاظ القرآن الفاظ السنة الفاظ لها موازين ولها معاني معينة يجب ان نحافظ عليها.
المحاور: لعل بعض الفقرات الواردة في رسالة الاخ يشير الى ان بعض النصوص قبل الاسلام ايضاً انه عندما يذكرون مثلاً ما يفهم عنه الفرج هل ان المقصود بذلك هو الامام المهدي عليه السلام؟
الشيخ علي الكوراني: لنرى ما قيمة هذا النص، نص الانجيل هل ايدته احاديث النبي واحاديث اهل البيت عليهم السلام يمكن ان نقبله ولكن نص هكذا عائمة قبل الاسلام وجدنا وكذا، قيل كذا وقصائد ما اعرف من الذي انشدها لا يمكن الاعتماد عليها.
المحاور: الا ان تكون مؤيدات فيما ورد عن اهل البيت عليهم السلام، سماحة الشيخ الكوراني شكراً جزيلاً.

*******

نتابع احباءنا تقديم برنامج شمس خلف السحاب. بأن ننقل لكم بعض الفوائد المهمة من احد الكتب القيمة والمصدرية في معرفة امام زماننا المهدي (عجل الله فرجه) تأتيكم في فقرة:

الامام المهدي (عليه السلام) في حركة التأليف

من جميل تعليقات الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم النعماني (رضوان الله عليه) في هذا الكتاب القيم، ما اورده في الفصل الذي عنونه بعنوان «وجوب صون سر آل محمد صلى ‌الله عليه وآله»، فقد نقل (رحمه الله) حديثاً رواه بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) جاء فيه «اني لاحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه فاستحل به لعنه والبراءة».
ثم علق الشيخ على الحديث مبيناً معناه بقوله: يريد (عليه السلام) بذلك ان يحدث به من لا يحتمله ولا يصلح ان يسمعه، ويدل قوله على انه (عليه السلام) يريد ان يطوي من الحديث ماشانه ان يطوى ولا يظهر.
ومن جميل تعليقاته (رضوان الله عليه) ما اورده في باب ما روي في التمحيص والامتحان فقد قال ضمن نقله لطائفة من الاحاديث الشريفة المروية بهذا الخصوص، قال: فتبينوا يا معشر الشيعة هذه الاحاديث المروية عن امير المؤمنين ومن بعده من الائمة واحذروا ما حذروكم وتأملوا ما جاء عنهم تأملاً شافياً وفكروا فيها فكراً تنعمونه.
ومن لطيف تعليقاته (رضوان الله عليه) في هذا الباب نفسه قوله:
وفي هذا الحديث عبرة لمعتبر وذكرى لمتذكر متبصر وهو قوله (عليه السلام) «يخرج اليهم شاباً موفقاً لا يثبت عليه الا مؤمن قد اخذ الله ميثاقه في الذر الاول» فهل يدل هذا الا على ان الناس يستبعدون هذه المدة من العمر ويستطيلون المدى في ظهوره وينكرون تأخره وييأسون منه فيطيرون يميناً ‌وشمالاً كما قالوا عليهم السلام تتفرق بهم المذاهب وتتشعب لهم طرق الفتن ويغترون بلمع السراب من كلام المفتونين، فاذا ظهر لهم بعد السنين التي يوجب مثلها فيمن بلغه الشيخوخة والكبر وحنو الظهر وضعف القوى، [ظهر لهم] شاباً موفقاً انكره من كان في قلبه مرض وثبت عليه من سبقت له من الله الحسنى بما وفقه عليه وقدمه اليه من العلم بحاله واوصله الى هذه الروايات من قول الصادقين (عليهم السلام) فصدقها وعمل بها
ثم ختم رحمه الله تعليقته القيمة بالاشارة الى ان المعرفة السابقة بحكمة الله -عزوجل- وجميل تدبيره لشؤون خلقه هي اهم العوامل المنجية من فتن آخر الزمان هذه فقال:
وتقدم علمه بما يأتي من امر الله وتدبيره فأرتقبه غير شاك ولا مرتاب ولا متحير ولا مغتر بزخارف ابليس واشياعه، والحمد لله الذي جعلنا ممن احسن اليه وانعم عليه واوصله من العلم الى ما لا يوصل اليه غيره ايجاباً للمنة واختصاً بالموهبة حمداً يكون لنعمه كفاءً ولحقه اداءً....

*******

احباءنا اكثر من عبرة مهمة في تجسيد التمسك بإمامة‌ امام عصرنا المهدي (عليه السلام) يمكننا الحصول عليها من الرواية‌ التالية من روايات الفائزين بلقائه، وهي مسك ختام البرنامج معنا وفقرة:

الفائزون بلقاء الشمس

روي في كتاب «عشاق الامام المهدي» عن آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايگاني رضوان الله عليه وهو من كبار مراجع التقليد في مدينة قم المقدسه في العقود الاخيرة روي عنه رحمه الله انه قال:
في بداية فتنة [امر النظام البهلوي] بكشف الحجاب والسفور الاجباري في ايران، كان لكل من العلماء رأي بشأن كيفية مواجهة هذه الاوامر [الحكومية] وقد آذاني هذا الاختلاف كثيراً، ولم اجد طريقاً للحل الا بالتوجه الى الله - عزوجل- والتوسل بمولاي امام العصر (ارواحنا فداه) لمعرفة التكليف الصحيح، فتوسلت به (عجل الله فرجه) وخاطبته بالقول: يا بن الحسن بين لي واجبي.
قال آية الله العظمى الكلبايكاني في تتمة روايته: فرأيت في عالم الرؤيا ليلاً لافتةً كبيرة للغاية مكتوب عليها بخط كبير واضح العبارة التالية: اذا ظهرت عليكم الفتن فعليكم بالشيخ عبدالكريم.
يقول السيد الكلبايكاني: عندما استيقظت ذهبت الى المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري واخبرته بما جرى فقال: يجب ان نشد احزمة الهمة لمنع كشف الحجاب بأي وسيلة ممكنة.
والشيخ الحائري هو مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة‌ في القرن الاخير، وكان من اتقياء العلماء ومن كبار مراجع الدين وقد تميز بشدة ولائه لأهل بيت النبوة (رضوان الله عليه).
وفي هذه الرواية وهي منقولة عن احد كبار الفقهاء عبرة مهمة تكمن في ان طريق التوسل بامام العصر (عجل الله فرجه) للإستهداء به في الفتن وعند عدم اتضاح المواقف التي يرتضيها الله - عزوجل- من الابواب المفتوحة للمؤمنين في عصر غيبته (عجل الله فرجه).
وها نحن احباءنا نصل الى ختام البرنامج نستودعكم الله اعزاءنا بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة