البث المباشر

قائد الثورة: لا حل للمشاكل مع اميركا ولا جدوى من التفاوض معها

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 14:04 بتوقيت طهران
قائد الثورة: لا حل للمشاكل مع اميركا ولا جدوى من التفاوض معها

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بانه لا يمكن تصور حل أي مشكلة مع اميركا وان التفاوض معها لن يعود سوى بالضرر المادي والمعنوي.

وفي بيان اصدره اليوم الاربعاء وجّه قائد الثورة الاسلامية الشكر والتقدير للمشاركة الشعبية الشامخة والقاصمة للعدو في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية يوم 11 شباط/ فبراير، وشرح خصائص المسار الزاخر بالفخر الذي تم المضي فيه خلال الاعوام الاربعين الماضية والبركات الباهرة للثورة الاسلامية في ايصال ايران العزيزة الى المكانة اللائقة بها.

واكد قائد الثورة في هذا البيان الاستراتيجي على الامل الحقيقي بالمستقبل ودور الشباب منقطع النظير في اتخاذ الخطوة الكبرى الثانية نحو الاهداف وخاطب الشباب وصناع المستقبل لايران المقتدرة، مبينا ضرورات هذا الجهاد الكبير في 7 فصول اساسية.

وفيما يلي نص بيان قائد الثورة الاسلامية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.

من بين كل الشعوب الخاضعة للجور قلما يعقد شعب عزيمته وهمته للقيام بثورة، ومن بين الشعوب التي ثارت ونهضت قلما شوهد شعب استطاع أن يبلغ بمهمته طور النهاية والتمام ويحافظ علي مبادئ الثورة بعد تغييره أنظمة الحكم. بيد أن ثورة الشعب الإيراني العظيمة وهي أكبر الثورات في العصر الحديث وأكثرها شعبية، هي الثورة الوحيدة التي أمضت أربعين عاماً زاخرة بالمفاخر والأمجاد من دون خيانة لمبادئها، وصانت كرامتها وأصالة شعاراتها مقابل كل الوساوس والإغراءات التي بدت وكأنها عصية علي المقاومة، ودخلت الآن في المرحلة الثانية من البناء الذاتي وبناء المجتمع وصناعة الحضارة. تحية من أعماق الفؤاد لهذا الشعب وللجيل الذي بدأ هذا المشوار وواصله وللجيل الذي دخل الآن عملية عالمية كبري تتمثل بالأربعين عاماً الثانية من عمر الثورة.

يوم كان العالم مقسماً بين الشرق والغرب الماديين ولم يكن أحد يتصور وقوع نهضة دينية كبري، نزلت الثورة الإسلامية الإيرانية إلي الساحة باقتدار وعظمة وحطمت الأطر التقليدية وأثبتت للعالم تهرؤ الكليشات، وطرحت الدين والدنيا إلي جانب بعضهما وأعلنت عن بداية عصر جديد. وكان من الطبيعي أن يبدي زعماء الضلال والجور ردود أفعالهم غير أن ردود الأفعال هذه كتب لها الإخفاق. كل ما قام به اليسار واليمين الحداثوي من التظاهر بسماع هذا الصوت الجديد والمختلف إلي السعي الواسع والمتنوع لإخماده، كلما اقتربا إلي أجلهما المحتوم أكثر فأكثر. والآن بعد مضي أربعين حفلاً سنوياً للثورة وأربعين من عشرات الفجر، زال أحد قطبي العداء المذكورين وراح الآخر يتخبط في مشكلات تنم عن قرب احتضاره! أما الثورة الإسلامية فلا تزال تواصل تقدمها إلي الأمام محافظةً علي شعاراتها والالتزام بها.

يمكن افتراض عمر مفيد وتاريخ استهلاك لكل شيء إلا أن الشعارات العالمية لهذه الثورة الدينية استثناء لهذه القاعدة، فهي لن تبقي عديمة الفائدة وعديمة الاستخدام أبداً لأن فطرة الإنسان ممتزجة بها في جميع العصور. فالحرية والأخلاق والمعنوية والعدالة والاستقلال والعزة والعقلانية والأخوة لا تختص أي منها بأي جيل أو مجتمع دون غيره حتي تتألق وتزدهر في حقبة وتأفل في حقبة أخري. لا يمكن أبداً تصور شعب يعرض عن هذه الآفاق المباركة. ومتي ما حصلت حالة إعراض أو تبرم كان السبب إعراض المسؤولين عن هذه القيم الدينية وليس الالتزام بها والسعي لتحقيقها وتطبيقها.

الثورة الإسلامية بوصفها ظاهرة حية وذات إرادة كانت دوماً مرنة ومستعدة لتصحيح أخطائها لكنها لا تتقبل إعادة النظر ولا الانفعال. إنها تبدي الحساسية الإيجابية حيال النقد وتعتبره نعمة من الله وتحذيراً لأصحاب الكلام من دون عمل، لكنها لا تبتعد إطلاقاً وبأية ذريعة عن قيمها الممتزجة والحمد لله بالإيمان الديني للناس. لم تمني الثورة الإسلامية بعد بنائها للنظام بالركود والخمول والانطفاء ولن تمني، ولا تري تضاداً أو عدم انسجام بين الغليان الثوري والنظام السياسي والاجتماعي، بل تبقي تدافع إلي الأبد عن نظرية النظام الثوري.

ليست الجمهورية الإسلامية متحجرة وعديمة الإحساس والإدراك مقابل الظواهر والظروف المتجددة، لكنها ملتزمة أشد الالتزام بأصولها ومبادئها، وتتحسس بشدة لحدودها الفاصلة بينها وبين منافسيها وأعدائها. ليست عديمة الاكتراث إطلاقاً لخطوطها الأصلية، ومن المهم بالنسبة لها لماذا تبقي وكيف تبقي. ولاشك في أن البون بين ما ينبغي وما هو واقع عذب ويعذب الضمائر المبدئية الحرة دوماً، بيد أن هذا البون ممكن الردم والطي وقد تم طيه في بعض الحالات طوال الأعوام الأربعين الماضية، ولاشك أنه سيطوي ويردم باقتدار أكبر بفضل تواجد ومشاركة الجيل المؤمن المتدين العالم المتحفز.

الثورة الإسلامية للشعب الإيراني مقتدرة لكنها عطوفة ومتسامحة بل حتي مظلومة. ولم ترتكب ممارسات متطرفة وانحرافية سببت العار لكثير من النهضات والحركات. ولم تطلق الرصاصة الأولي في أية معركة حتي مع أمريكا وصدام، وعملت في كل الحالات علي الدفاع عن نفسها بعد هجوم العدو عليها، وبالطبع فقد سددت الضربات في ردودها بقوة. لم تكن هذه الثورة منذ بداياتها وإلي اليوم عديمة الرحمة ولا سفاكة ولم تكن في الوقت ذاته منفعلة ولا مترددة. وقفت بصراحة وشجاعة مقابل العتاة والمتعسفين ودافعت عن المظلومين والمستضعفين. هذه المروءة والفتوة الثورية وهذا الصدق والصراحة والاقتدار وهذه المديات من الفعل العالمي والإقليمي إلي جوار مظلومي العالم لهو مبعث شموخ وفخر لإيران والإيرانيين، وسيبقي كذلك إلي الأبد.

والآن ونحن في مطلع فصل جديد من حياة الجمهورية الإسلامية أرغب أن أتحدث مع الشباب الأعزاء الجيل الفاعل في ساحة العمل من أجل أن يبدأ جانباً آخر من الجهاد الكبير لبناء إيران الإسلامية الكبري. كلامي الأول حول الماضي.

أعزائي، لا يمكن معرفة المجهول إلا عن طريق التجربة أو الإصغاء لتجارب الآخرين. الكثير مما شهدناه وجربناه لم يجربه جيلكم بعد ولم يشهده. لقد شهدنا وسوف تشهدون. عقود المستقبل هي عقودكم وأنتم من يجب أن تحموا ثورتكم بخبراتكم وتحفزكم وتقربوها أكثر ما يمكن من مبدئها الكبير ألا وهو إيجاد حضارة إسلامية حديثة والاستعداد لبزوغ شمس الولاية العظمي (أرواحنا فداه). من أجل قطع خطوات راسخة في المستقبل ينبغي معرفة الماضي بشكل صحيح واستلهام الدروس والعبر من التجارب. وإذا حصلت غفلة عن هذه الاستراتيجية فستحل الأكاذيب محل الحقيقة، وسيتعرض المستقبل لتهديدات مجهولة. يعمل أعداء الثورة بدوافع قوية علي تحريف الماضي وحتي الحاضر ونشر الأكاذيب، ويستخدمون لأجل ذلك الأموال وكل الأدوات والوسائل. وقطاع طريق الفكر والعقيدة والوعي كثار ولا يمكن سماع الحقيقة من العدو وجنوده.

لقد انطلقت الثورة الإسلامية والنظام المنبثق منها من نقطة الصفر.

أولاً كان كل شيء ضدنا سواء نظام الطاغوت الفاسد الذي كان بالإضافة إلي تبعيته وفساده واستبداده وانقلابيته أول نظام ملكي في إيران يتولي الحكم في إيران علي يد الأجانب وليس بقوة سيوفه، أو الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية الأخري، أو الوضع الداخلي الشديد الاضطراب وحالات التخلف المخجلة في مجالات العلم والتقنية والسياسة والمعنوية وكل الفضائل الأخري.

ثانياً لم يكن أمامنا أية تجربة سابقة وطريق تم سلوكه، ومن البديهي أن الانتفاضات الماركسية وأمثالها لا يمكنها أن تعد نموذجاً لثورة نبعت من صميم الإيمان والمعرفة الإسلامية. لقد بدأ الثوار الإسلاميون مشروعهم من دون نماذج وتجارب، ولم تتأتي التركيبة بين الجمهورية والإسلام وأدوات تشكيلها وتقدمها إلا بالهداية الإلهية وبفضل القلب النير والأفكار الكبيرة للإمام الخميني. وقد كان هذا أول تألق للثورة.

وعندها بدلت ثورة الشعب الإيراني عالم القطبين آنذاك إلي عالم ثلاثي الأقطاب، ثم بسقوط الاتحاد السوفيتي وأقماره وغيابهم وظهور أقطاب قوة جديدة أضحي التقابل الثنائي الجديد بين الإسلام والاستكبار الظاهرة البارزة في العالم المعاصر ومحط اهتمام شعوب العالم. فقد تسمرت عليه من ناحية الأنظار الآملة للشعوب الرازحة تحت نير الجور والتيارات المطالبة بالتحرر في العالم وبعض الحكومات التائقة للاستقلال، ومن ناحية أخري تسمرت عليه الأنظار الحاقدة والسيئة الطوية للأنظمة التعسفية والعتاة المبتزين في العالم. وهكذا تغير مسار العالم وأيقظ زلزال الثورة الفراعنة النائمين بارتياح علي أسرّتهم، فانطلقت حالات العداء بكل قوة ولو لا قوة الإيمان العظيمة ودوافع هذا الشعب والقيادة السماوية المؤيدة للإمام الخميني العظيم لما أمكن المقاومة حيال كل هذه الأمواج من الخصومة والشقاوة والمؤامرات والخبث.

علي الرغم من كل هذه المشكلات الاستنزافية قطعت الجمهورية الإسلامية يوماً بعد يوم خطوات أوسع وأرسخ نحو الأمام. وقد كانت هذه الأعوام الأربعون حافلة بكثير من حالات الجهاد الكبير والمفاخر المتألقة والتقدم المذهل في إيران الإسلامية. ويمكن استكناه عظمة التقدم الذي حققه الشعب الإيراني في هذه الأعوام الأربعين بصورة صحيحة عندما تقارن هذه الحقبة بالأحقاب المشابهة لها في ثورات كبري من قبيل الثورة الفرنسية وثورة أكتوبر السوفيتية وثورة الهند. لقد أوصلت الإدارة الجهادية المستلهمة من الإيمان الإسلامي والإيمان بمبدأ «نحن قادرون» الذي علمه الإمام الخميني الجليل لنا جميعاً، أوصلت إيران إلي العزة والتقدم علي جميع الأصعدة.  

لقد أنهت الثورة إنحطاطاً تاريخياً طويل الأمد وبدأت البلاد التي تعرضت خلال العهدين البهلوي والقاجاري لأشد درجات الهوان والتخلف بدأت تسير في طريق التقدم السريع، وفي الخطوة الأولي بدلت الثورة النظام الملكي الاستبدادي المخزي إلي حكم شعبي وسيادة شعبية، وأدخلت عنصر الإرادة الوطنية الذي يمثل روح التقدم الشامل والحقيقي إلي مركز إدارة البلاد، ثم جعلت الشباب اللاعبين الأصليين في الأحداث وأخذت بأيديهم إلي وسط الساحة، ونقلت روح وعقيدة «نحن قادرون» إلي الجميع، وبفضل الحظر الذي فرضه الأعداء علمت الجميع الاعتماد علي القدرات الداخلية، فكان هذا مصدر خيرات وبركات كبيرة:

أولاً: ضمنت استقرار البلاد وأمنها ووحدة أراضيها وصيانة حدودها التي تعرضت لتهديدات جادة من قبل الأعداء، وخلقت معجزة الانتصار في حرب الأعوام الثمانية وهزيمة النظام البعث وحماته الأمريكان والأوربيين والشرقيين.

ثانياً: أضحت الداينمو المحرك للبلاد في ميادين العلم والتقانة وتوفير البني التحتية الحيوية والاقتصادية والعمرانية التي راحت ثمارها اليانعة تزداد وتتضاعف يوماً بعد آخر. وقد كانت آلاف الشركات العلمية المحور، وآلاف المشاريع الخاصة بالبني التحتية والضرورية للبلاد في مجالات العمران والنقل والمواصلات والصناعة والطاقة والمعادن والصحة والزراعة والمياه وغير ذلك، وملايين التخريجين الجامعيين أو الدارسين الحاليين، وآلاف الوحدات الجامعية في شتي أرجاء البلاد، وعشرات المشاريع الكبيرة من قبيل دورة الوقود النووي، والخلايا الجذعية، وتقنيات النانو، وتقنيات الأحياء، وغير ذلك، وبرتب أولي علي مستوي العالم كله، وازدياد الصادرات غير النفطية إلي ستين ضعفاً، وزيادة الوحدات الصناعية إلي ما يقارب العشرة أضعاف، وارتفاع درجة جودة الصناعات إلي عشرات الأضعاف، وتبديل الصناعات التجميعية إلي تقنيات محلية، والتميز المحسوس في الحقول الهندسية المتنوعة بما في ذلك الصناعات الدفاعية، والتألق في الفروع الطبية المهمة والحساسة واكتساب موقع مرجعي فيها، وعشرات النماذج الأخري من التقدم، كانت كلها حصيلة تلك الروح وتلك المشاركة وذلك الشعور الجمعي الذي حققته الثورة للبلاد. لقد كان إيران قبل الثورة في درجة الصفر من حيث إنتاج العلم والتقانة، ولم يكن لها في الصناعة من ميزة سوي التجميع والمونتاج وفي العلوم سوي الترجمة.

ثالثاً: ارتفعت بالمشاركة الشعبية في القضايا السياسية من قبيل الانتخابات ومواجهة الفتن الداخلية والتواجد في الساحات الوطنية ومقارعة الاستكبار إلي الذروة، وزادت بنحو ملحوظ من النشاط في الشؤون الاجتماعية من قبيل المساعدات والنشاطات الخيرية التي كانت قد انطلقت منذ ما قبل الثورة. وبعد الثورة صار الناس يشاركون بشوق فيما يشبه السباق لتقديم الخدمات في الأحداث الطبيعية والنواقص الاجتماعية.

رابعاً: رفعت الثورة مستوي الرؤية السياسية لأبناء الشعب ونظرتهم للقضايا الدولية بنحو مذهل. وأخرجت عمليات التحليل السياسي وفهم القضايا الدولية في موضوعات من قبيل جرائم الغرب وخصوصاً أمريكا وقضية فلسطين والظلم التاريخي الذي حل بهذا الشعب وقضية إثارة القوي التعسفية للحروب وممارساتها الرذيلة وتدخلاتها في شؤون الشعوب وما إلي ذلك، أخرجتها من حصرية شريحة محدودة ومعزولة اسمها المستنيرون، فانتشرت مثل هذه الاستنارة بين عموم الشعب وفي كل البلاد وعلي كل مستويات الحياة، وأضحت مثل هذه القضايا واضحة ممكنة الفهم حتي من قبل الأحداث واليافعين.

خامساً: رجحت كفة العدالة في توزيع خيرات البلاد العامة. ينبغي أن لا يفهم من عدم رضاي عن فاعلية العدالة في البلاد لأن هذه القيمة السامية (العدالة) يجب أن تتألق كجوهرة فذة علي جبهة نظام الجمهورية الإسلامية، وهو ما لم يحصل بعد، ينبغي أن لا يفهم منه عدم حصول شيء من أجل تكريس العدالة. والواقع أن مكتسبات الكفاح ضد اللاعدالة خلال هذه العقود الأربعة لا يمكن مقارنته بأي حقبة أخري في الماضي. في نظام الطاغوت كانت أكثر الخدمات والدخول في البلاد تختص بفئة صغيرة من سكان العاصمة أو أمثالهم في مناطق أخري من البلاد. وكان أهالي معظم المدن وخصوصاً المناطق النائية والقري والأرياف في نهاية القائمة وغالباً ما كانوا محرومين من احتياجاتهم الأولية والأساسية والخدمية. وتعد الجمهورية الإسلامية من أنجح الحكومات والدول في العالم في نقل الخدمات والثروة من المركز إلي كل أنحاء البلاد ومن مناطق المرفهين في المدن إلي مناطق المحرومين. وإن الإحصائيات والأرقام الكبري لمد الطرق وبناء البيوت وتشييد المراكز الصناعية وإصلاح الشؤون الزراعية وإيصال الكهرباء والماء والمراكز العلاجية والوحدات الجامعية وبناء السدود ومحطات الطاقة وما إلي ذلك في أقصي مناطق البلاد لهي أرقام تبعث علي الفخر والاعتزاز حقاً. ولاشك أن كل هذا لم ينعكس فك الإعلام الناقص للمسؤولين ولم تعترف به ألسنة الخصوم الخارجيين والداخليين، إلا أنه واقع قائم وموجود وهو حسنة للمدراء الجهاديين المخلصين عند الله وعند الناس. طبعاً العدالة المتوقعة في الجمهورية الإسلامية التي ترغب أن تعرف باتباعها للحكومة العلوية أكثر من هذا بكثير، وأعين الأمل في تحقيقها مستمرة عليكم أيها الشباب، وهو ما سوف أتطرق له في تتمة الكلام.

سادساً: رفعت من مستوي المعنوية والأخلاق في أجواء المجتمع العامة بشكل ملحوظ. سلوك حضرة الإمام الخميني وطباعه طوال فترة الكفاح وبعد انتصار الثورة كان له السهم الأوفر في إشاعة هذه الظاهرة المباركة. لقد تولي ذلك الإنسان المعنوي العارف الورع المنزه عن الزخارف الدنيوية رئاسة بلاد أرصدة إيمان شعبها ذات جذور عميقة للغاية. مع أن يد تطاول الدعايات المروجة للفساد والتحلل طوال العهد البهلوي وجه لهذه الأرصدة ضربات شديدة وجلب مستنقعاً من الأدران الأخلاقية الغربية إلي داخل حياة الناس المتوسطين وخصوصاً الشباب، إلا أن المنحي الديني والأخلاقي في الجمهورية الإسلامية اجتذب القلوب الموهوبة والنورانية ولا سيما الشباب فتغيرت الأجواء لصالح الدين والأخلاق. وقد ترافق جهاد الشباب في الميادين الصعبة بما في ذلك ساحة الدفاع المقدس مع ذكر الله والدعاء وروح الأخوة والإيثار، وأحيى أحداث صدر الإسلام ووضعها نصب أعين الجميع. وقد ضحي الآباء والأمهات والزوجات بفعل شعورهم بالواجب الديني عن أحبائهم الذين سارعوا لجبهات الجهاد المتنوعة، وبعد ذلك عندما واجهوا جثامينهم الدامية أو أجسامهم المعاقة أرفقوا المصيبة بالشكر. واكتسبت المساجد والأجواء الدينية ازدهاراً غير مسبوق. وامتلأت طوابير الاعتكاف من آلاف الشباب والأساتذة والطلبة الجامعيين والنساء والرجال كما امتلأت طوابير المخيمات الجهادية وجهاد البناء وتعبئة البناء من آلاف الشباب المتطوعين المضحين. وازدهرت أعمال الصلاة والحج والصيام والمشي للزيارة والمراسم الدينية المختلفة والإنفاقات والصدقات الواجبة والمستحبة في كل مكان وخصوصاً بين الشباب، وهي إلي اليوم في ازدياد وازدهار مطرد من حيث العدد والنوعية. وقد حدث هذا كله في زمن حشر فيه السقوط الأخلاقي المتزايد للغرب وأتباعه ودعاياتهم الهائلة لجر الرجال والنساء إلي مستنقعات الفساد، حشر الأخلاق والمعنوية في زوايا العزلة في مناطق كثيرة من العالم، فكانت هذه معجزة أخري للثورة ونظامها الإسلامي الناشط الريادي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة