البث المباشر

أم الندى حبابة الوالبية الأسدية

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 11:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 275

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
ومن الصادقين او من الصادقات الصالحات والتي بلغت درجة عالية في صدقها ومحبتها لآل الرسول المرحومة ام الندى وهي حبابة الوالبية الاسدية‌ من بني اسد وهي من النساء الصالحات والمعمرات وعاصرت مجموعة من الائمة(ع) يعني هنيئاً لها والتاريخ يذكر عينات فريدة ‌لها في هذا المستوى بحيث امرأة تعاصر من اميرالمؤمنين(ع) الى‌ عهد الامام الرضا(ع) ثمانية من الائمة هذا توفيق بارع وباهر وحياة‌ سعيدة ‌وناحجة هنيئاً لها، حبابة الوالبية وابنتها فاطمة‌ الوالبية لم نعثر على ترجمة خاصة لابنتها فاطمة‌ ولكن لما يرد الحديث عن حبابة الوالبية ويذكرون وابنتها فاطمة‌ الوالبية، حبابة‌ الوالبية اول تعرفها على آل الرسالة، تعرفت على امير المؤمنين(ع) كأنه هي كانت في السوق بالكوفة وهي مبدئياً من اهل الكوفة فشاهدت للوهلة الاولى امير المؤمنين(ع) وبيده عصا وهو يراقب الكسبة من جملة اعماله كان يطوف السوق كمسؤول اول في الدولة يراقب الكسبة يأمرهم بالانصاف يأمرهم بمراعات الميزان ينهاهم عن لقمة‌ الحرام، المال المشبوه فكانت حبابة الوالبية من بعيد تقتفي اثر الامام حتى هي تقول وقف على باعة الاسماك وكان فيها من الاسماك بعضها المحرم اكلها فخاطبهم الامام ياباعة‌ المسوخ من بني اسرائيل وبني مروان واستمر ينهاهم عن بيع مثل ذلك تقول حبابة‌ الوالبية فأقتربت من الامام وسلمت عليه ثم قلت سلام الله عليك يا بن عم النبي هل لك ان تعطيني علامة تكون تذكار عندي اهتدي بها للامام من بعدك يعني الامام من بعدك استدل بها على اني رأيت او حضرت بين يدي الامام الذي قبله، الامام(ع) تقول اشار الى حصاة في الارض قال عليك بها جئت بها فطبع عليها خاتمه يعني الامضاء كان ذلك اليوم خاتم تقول حبابة بقيت الحصاة عندي حتى استشهد امير المؤمنين(ع) فذهبت الى الامام الحسن المجتبى(ع) فعرضتها عليه فطبع عليها ايضاً خاتمه وهكذا بعده ذهبت الى الحسين(ع) فعرضتها عليه فطبع عليها خاتمه ثم تقول بعد مصارع كربلاء وعودة‌ الامام السجاد الى المدينة‌ جئت الى الامام زين العابدين وكان آنذاك قد تجاوزت من العمر مئة وعشرة سنين وكنت اعاني الضعف، كان الامام زين العابدين يصلي فلما فرغ من صلاته اشار بأصبعه الى قائلاً اخرجي ما عندك فأخرجت له تلك الحصى وعليها خاتم جده امير المؤمنين وعمه الامام الحسن وابوه الحسين فطبع عليها الامام السجاد خاتمه ايضاً وهكذا الحال مع الامام الباقر مع الامام الصادق مع الامام الكاظم ومع الامام الرضا(ع)، عاشت حبابة الوالبية بعد لقاءها بالامام الرضا تسعة ‌اشهر وتوفيت فجهزها الامام الرضا وتولى دفنها، هذه المرأة يقول المؤرخون ان الامام الحسين(ع) ذكرت عنده حبابة الوالبية فأثنى عليها ووصفها بالعابدة وانها من اهل النجاة، كما روى المؤرخون انها من الملازمة‌ لزيارات ابي عبد الله الحسين(ع) في مختلف المناسبات ولا يخفى ما للزيارة من اهمية وما فيها من تحمل المتاعب ومقابلة الاخطار وكانت تتحدث عن فضائلهم في المجالس ومحافل النساء كما ذكرت وان ابنتها فاطمة الوالبية كانت من المتحدثات المجاهرات بفضائل اهل البيت في تلك الظروف وذلك صاحب تاج العروس انها كانت تروي عن امير المؤمنين وذكر السيد الامين العاملي في كتابه اعيان الشيعة عنها عن عمران بن ميثم قال دخلت انا وعباية الاسدي على حبابة الوالبية الاسدية فبعد ان سلمنا قلت لها أتدرين من معي؟ قالت لا فقلت لها هذا ابن اخيك ميثم قالت ابن اخي حقاً ورحبت به ثم قالت الا احدثكم بحديث سمعته من ابي عبد الله الحسين(ع)قلنا بلى والله قالت: «سمعت مولاي الحسين يقول نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمداً» فحفظنا الحديث عنها ويبدو ان اهم ما كان يقدمه اصحاب الائمة من محبي الائمة في ذلك الزمان كخدمة للاسلام والمسلمين هو نشر احاديث اهل البيت ونشر السنة النبوية الصحيحة التي عند اهل البيت كان عمل جهادي وعمل ضخم وفي هذا الاطار تذكر حبابة الوالبية ما حفظته وشاهدته من الامام الباقر(ع) حينما عمل على نشر الحديث وكذلك نشر فقه اهل البيت تقول حبابة‌ الوالبية: شاهدته ولم اعرفه من قبل في مكة رأيت رجلاً بين الباب والحجر بمكة على صعدة من الارض يعني مرتفع من الارض والناس حوله كالفراش يعني ازدحام من مختلف البلدان فأنثالوا عليه يسألونه ويستفتونه هو يفتي فيهم لان في ذلك الزمن سطوة اعداء الاسلام وسطوة الكيانات الجائرة كانت تحاول خنق اي مجال او اي فكر يعود ويرتبط بمنبع الاسلام الصحيح وهم اهل البيت، كانت تعمل الكيانات الاموية على استبدال ذلك بسنة ‌وتاريخ وتراث يكون موافقاً لمزاجهم وبلاطهم وحكمهم فأي رواية تخالف مشتهيات الحكام كان يعامل ناشروها بالقتل فهذا ليس بالعمل السهل، ان الامام الباقر بأعتبار هو من اهل البيت واهل البيت ادرى بما فيه لذلك الناس كانت تزدحم عليهم، تزدحم الناس بأبوابكم المنهل العذب كثير الزحام، تقول حبابة الوالبية انا اسمع الامام الباقر من بعيد وهو كان يجيب الفتاوى بمختلف المسائل وانا احفظ ذلك حتى افتى فيهم بألف مسألة يعني الف مسألة في مختلف المسائل الفقهية وغيرها ثم نهض الامام يريد رحله فسمعت منادياً ينادي الا ان هذا هو النور الابلج والنسيم الارج والحق المرج الا ان هذا مبين السبل وباقر علم الرسل الا ان هذا هو ابن خديجة ومحمد وابن فاطمة وعلي فكان الناس ينظر بعضهم الى بعض وهم يتذكرون اهل البيت ويصلون عليهم وروت حبابة الوالبية هذا الحديث عن الامام الباقر قوله(ع) انما شيعة علي المتباذلون في حمايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لاحياء امرنا الذين اذا غضبوا لم يظلموا واذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاورهم وسلم لمن خالطهم اي انهم غير متخشبين ولا عنيفين، توفيت حبابة الوالبية في المدينة ‌المنورة ايام حياة الامام الرضا وتولى الامام تجهيزها وتكفينها بثوبه واشرف على دفنها والصلاة عليها ودفنها في البقيع سلام الله عليه وعليها وعلى جميع محبي اهل البيت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة