البث المباشر

الحمزة سيد الشهداء عم الرسول(ص)

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 263

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن مفاخر الصادقين ومشاعل المجاهدين وقدوة الشهداء هو الحمزة‌ عم الرسول(ص) وهو مفخرة الاماجد وسيد الشهداء في عهده وزمانه لهذا نلاحظ كلام الامام امير المؤمنين(ع) في رسائله لخصومه يقول محمد النبي اخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي، كان من المفاخر التي يفتخر بها اهل البيت(ع)، اما امامنا زين العابدين(ع) افتخر به حينما قال في مقدمة خطبته ومنا المختار محمداً ومنا اسدالله واسد رسوله الحمزة، كان الحمزة ‌رضوان الله عليه للنبي عماً وحبيباً كريماً ورغم انه اكبر من النبي سناً، كان يكبر النبي بأربع سنين لكنه كان اخاً للنبي من الرضاعة حيث رضع سوية من امرأة من الصالحات اسمها ثويبة وكان الحمزة غيور على النبي(ص) شديداً في الدفاع عنه وقالوا بأن سبب اسلامه هو ان ابا جهل تعرض للنبي مراراً ويؤذي النبي فبلغ ذلك الحمزة رحمه الله فمسكه وجلد به الارض وهنا تجمع اهل مكة والناس هناك المشركين لما شاهدوا مثلاً الحمزة ‌هكذا يدافع عن رسول الله او ينتقم للنبي قالوا صبوت الى دين ابن اخيك فقال نعم وانا اعلن ذلك جهاراً، طبعاً فعل ذلك تحدياً لهم وصاح ويحكم اسمعوا اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ففرح النبي بذلك وبأعتباره تحدي للمشركين ونقطة‌ تقدم للاسلام وللنبي، فرح النبي بذلك كما فرح بذلك اخوه ابوطالب وانشأ ابوطالب(ع) يقول:

صبوراً ابو يعلى على دين احمد

وكن مظهراً للدين وفقت صابرا

احط من اتى بالدين من عند ربه

بصدق وحق لا تكن حمزة كافرا

فقد سرني اذ قلت انك مؤمن

فكن لرسول الله في الله ناصرا

ورد في الروايات ان الحمزة يكرم يوم القيامة فيخرج على هيئة راكب لناقة رسول الله العضباء وفي تفسير فرات الكوفي انه اذا كان يوم القيامة يدفع الى علي(ع) لواء الحمد والى الحمزة لواء التكبير والى جعفر لواء التسبيح، اما جهاده(ع) فله مواقف عديدة لا يتسع وقت البرنامج لذكرها ولكن مثلاً فقد ذب الحمزة‌ عن النبي الى جانب امير المؤمنين(ع) مقابل المشركين في ليلة بيعة الانصار وقف هو والامام امير المؤمنين على العقبة ومعه السيف وكان والله ينادي والله لايجتاز هذه العقبة احد الا ضربته بسيفي وكان النبي ومن بايعه من الانصار في دار عبد المطلب على العقبة‌ بمنى وروى صاحب بصائر الدرجات عن الامام الصادق(ع) انه قال مكتوب على قائمة العرش حمزة‌ اسد الله واسد رسوله وسيد الشهداء،‌ طبعاً سيد الشهداء هذا عنوان يطلق على الحمزة رضوان الله عليه الى ان استشهد الحسين(ع) وانتقل هذا العنوان الى ابي عبد الله الحسين ويكفي الحمزة فخراً ان الامام امير المؤمنين حينما اخذوه ملبياً الى المسجد لانتزاع البيعة منه قهراً كان يردد واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم واجعفراه ولا جعفر لي اليوم، يصيح اين اليوم مني حمزة ينصرني وجعفر فيغضب، اما استشهاده فحديثها حديث المأساة وحديث الدموع وحديث الهموم فأنه(رض)يوم احد ابلى بلاءاً حسنا وحارب احد احدى ثلاث حروب شارك النبي(ص) بنفسه في عمليات القتال واصيب بجروح باهضة‌ خصوصاً يوم احد فكانت هند زوجة ابي سفيان تهدد وتتوعد واستفزت غلامها وحشي فطلبت منه قتل الامام امير المؤمنين فرفض ذلك وقال لها ان علياً يراوغ في الحرب ولا اقدر عليه فقالت اذن دونك الحمزة قال نعم اما الحمزة اقدر على ان اغدر به لانه ذو بأس، ذو بأس المقاتل حينما يهجم ويركز امامه على الهدف، هذا يسمى ذو بأس لاينظر الى يمين ولاشمال وانما ينطلق صوب الهدف الذي يريده لذلك الشعراء مثلاً في بأس حمزة في شجاعة حيدر، بأبي الحسين وفي مهابة احمد، مضروب المثل في الحمزة انه كان ذو بأس في القتال وكان ذلك حينما اشتدت ازمة المعارك في يوم 15 شوال عام 3 من الهجرة وكان يوم جمعة وكان الحمزة(رض)صائماً وفعلاً استشهد صائماً فما ان سقط حتى اجهزوا عليه من اجل الانتقام لقتلاهم يوم بدر، تعلمون ان ابا سفيان صرف ستين اوقية من الذهب في احد من اجل ان يكسب الانتصار ويغسل عار بدر، فوقف هذا الغلام وحشي فأقتلع عيني الحمزة وجدع انفه وقطع اذنيه وجاءت هند وشقت بطنه واستخرجت كبده واكلتها ولاكتها وهذا كان من سمات بني امية وهذا السلوك الوحشي لعله من اجدادهم الرومان وانهم ليس من العرب وانما هم من الروم، امية عبد رومي الحوراء‌ زينب اشارت في خطابها ليزيد وكيف ترتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء وهذه هند كانت تردد نحن جزيناكم يوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر، شفيت نفسي وقضيت نذري شفيت وحشي غليل صدري، فكانت تردد فرحانة وتردد الاهازيج امام المشركين:

شفيت من حمزة قلبي بأحد

حين بقرت بطنه من الكبد

اذهب عني ذاك ما كنت اجد

من لسعة الحزن الشديد المعتمد

على اي حال صدم النبي وذكر المؤرخون ان ما صدم النبي صدمة‌ وما كان يوم عليه شديد كيوم فقدانه عمه الحمزة كان ذلك اليوم يوم الم فجاء النبي(ص) ودفنه بملابسه وصلى عليه مع القتلى وبقي النبي الى ان توفي يتردد على زيارة قبره ويبكي حداداً عليه واستمرت بعد ذلك الزهراء(ع) تزور قبره وتبكي هناك وتتذكر اباها رسول الله وهي تشعر بظلمها وهضمها واخيراً وليس آخراً في ثواب زيارة الحمزة(رض) يقول النبي من زارني ولم يزر عمي الحمزة‌ فقد جفاني، اللهم ارزقنا زيارة‌ النبي وزيارة‌ عمه الحمزة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة