البث المباشر

المؤمنة الصالحة شطيطة

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 10:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 260

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقات في ولاءهن لآل البيت(ع) ومن اللاتي اقتدين وتفاعلن بسيرة اهل البيت هي المرحومة المؤمنة الصالحة شطيطة وربما مر على الكثير من اخواني المستمعين واخواتي المستمعات الحديث عن هذه المرأة عبر المنابر الحسينية وغير ذلك او في الكتب واصبحت شطيطة يضرب بها المثل في حالتين وسأمر بالحالتين رغم محدودية الوقت في هذا البرنامج، شطيطة رحمة الله عليها لم تذكر المصادر الكثير من احوالها وتاريخ وفاتها غير ان ذكر عنها يدل على انها كانت معاصرة للامام الكاظم(ع) ويكتب عنها المؤرخون ما نصه انها ارسلت بيد احد الجباة المخول عن الامام يجمع هناك الاخماس وغيرها وكذلك الرسائل والاستفتاءات والاسئلة يحملها للامام وبعد فترة يعود ورغم مصاعب السفر في ذلك الزمن يرجع الاجوبة هذا كان دأب بعض الائمة، مثلاً نقرأ عن الامام الحسن العسكري كان يرسل احد جباته الموثوقين ابو الاديان البصري ومعروفة قضيته قال ستغيب خمسة‌ عشر يوماً وتعود وتسمع الواعية في داري، فنقرأ في هذا الموضوع بالذات ان الائمة(ع) ما كانوا يستقبلون اي مال يصل اليهم واحياناً كانوا يحجمون عن استلام الاموال التي مورد شبهة مثلاً عندنا من المحرمات المال المختلط بالحرام وان كان خمسة وتسعين بالمئة منه حلال وخمسة منه حرام لكن لما يختلط هذا وذاك يصبح مالاً مشبوهاً يجب على المؤمن المتقي الملتزم الابتعاد عنه وتجنبه والذي يسبب مسؤولية فأحياناً الانسان عن غفلة، عن جهل، عن تسامح يتاجر وكما حدث لي، كنت عند الامام الخميني(رض) في النجف الاشرف ايام اقامته وارسل له احد مقلديه مالاً كبيراً من الاخماس، اعتقد في ذلك الوقت كانت ثلاثمئة واثنين وثلاثين الف دولاراً وكان في سنة 1970 وبعدما علم السيد الامام(رض) بأن هذا لديه اسهم في شركات طيران بان امريكان وهذه الشركات وهذه الطيارات تقدم الخمور ولحوم الخنازير في وجباتها الغذائية فالسيد بكل اصرار وبكل جدية قال لي اعد المبلغ الى صاحبه ونهاني بتأنيب مؤدب عن استلام اموال واخماس من هذا القبيل وفعلاً اعلمت صاحبها وتأثر وقال ياعجبا السيد الى هذه الدرجة دقيق، قلت هذا سلوكه على اي حال، فالائمة(ع) ان كانوا يحجمون عن استلام بعض الاموال من هذا القبيل واحد الشواهد على ذلك هي المرحومة شطيطة والفائدة الكبرى التي نستفيدها من هذه القضية ان الائمة كانوا يتعاملون مع محتوى الموضوع لامع حجمه او مع الكيفية لا مع الكمية، الامام موسى بن جعفر(ع) يرسل جابي الى مدينة نيشابور وراح هذا الجابي ورجع بعد مدة فيقول هذا الجابي جلست عند الامام الكاظم(ع) وقال لي اخرج وانا اخرج من الهميان دراهم ودنانير ورسائل واذا رأى الامام ان مبلغاً قال هذا لا حاجة لنا به ارجعه، اخماس قلت لماذا قال هذا يبيع دهن ولا يتورع في الميزان، اعطيته اخماس لفلان مثلاً قال ارجعها هذا لا يصل رحمه ويبخل ثم قال لي الامام اخرج ما اعطتك شطيطة انظروا كيف الائمة(ع) دقيقين ويتعاملون مع روح الامر لا مع مظهره فأخرج هذا الجابي للامام درهماً واحداً من الاخماس قال هذه شطيطة امرأة تسلم عليك وهذا عندها خمس درهم وارست لك هدية خاصة‌ وهي قطعة قماش حاكتها بيدها من غزلها الخاص وكانت تساوي قيمتها اربعة دراهم، يقول الرواة ان هذه القطعة بقيت مع الامام الكاظم(ع) دائماً لانها مصنوعة من حلال، المرأة التي تعيش بهذه البساطة‌ وبهذا الوضع وهي دقيقة‌ في اداء ما عليها من الضرائب الشرعية، فقدر الامام منها هذا الشعور غاية التقدير بحيث ان الجابي لما قرر السفر مرة ثانية الى نيشابور ارسل معه الامام هدية الى شطيطة وهي عبارة عن صرة‌ فيها اربعون درهم ومعها قطعة قماش وابلغ الامام الرسول وقال سلملي على هذه المرأة المؤمنة وقل لها بأن هذه قطعة القماش هذه حاكتها اختي حليمة وقطنه من مزرعة قريتنا من باب يعنيهل جزاء الاحسان الا الاحسان وبالعكس وان احسان اهل البيت لما يكون جزاء يكون اضعاف، الاحسان الذي قدم اليهم وفعلاً الرسول الجابي ذهب بهذه الهدية‌ الى هذه المرأة شطيطة فاصبح ببركة صلة شطيطة بأهل البيت اصبح لهذه المرأة‌ موقع اجتماعي في البلد صارت محبوبة لدى الجميع وهذه اصبحت مصداقاً لقول رسول الله(ص) من اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس، قرأت حديثاً للامام زين العابدين(ع) ان المؤمن الذي يحب الله والرسول ويحب اهل البيت، طبعاً نحب اهل البيت لان الله يحبهم ويحبونه، عباد مخلصون لله، الذي يحب الله بصدق، الله سبحانه وتعالى يودع في القلوب محبته لكن الاعداء بالعكس يعادونه لانه يحب الله وحتى بعض الحيوانات وبعض المخلوقات ايضاً توده لانه يحب الله ورسوله، صار موقع كبير لهذه شطيطة في نيشابور والناس يتعهدونها، يطلبون منها الدعاء بأعتبار المؤمن الذي صفاء مع الله عزوجل وصدق مع الله لايرد له دعوة ‌ونحن لما نطلب من فلان نقول نلتمسك الدعاء او نسألك الدعاء اولاً هذه توصية من الائمة بأن الواحد يدعو للآخر ويدعو للمؤمنين والمؤمنات وهذا ليس معناه ان نحن نستجير بالله اننا نوكل في تسيير الامور الى جانب الله اشخاص آخرين نعوذ بالله الله هو الرازق هو الواهب هو المحي وهو المميت لكن ان لله عباداً يحبهم، ان لله عباداً اخلصوا له ونحن غير مخلصين بتلك الدرجة فنجعلهم وسطاء شفعاء كما اولاد الانبياء اجترموا وتشفعوا بآبائهم قالوا يا ابانا استغفر لنا الخ، هذه المرأة صارت قدوة لاهل مدينة‌ نيشابور قال الرواة لما توفيت فجع بموتها اهل البلد وهرعوا لتشييعها وكانوا يتزاحمون على حمل جثمانها ويرون ان الامام ابا الحسن الكاظم(ع) حضر تشييعها وصلى عليها ونزل في قبرها كما حضر الامام امير المؤمنين لدفن سلمان وحضور الامام زين العابدين في دفن ابيه الحسين وروى بعضهم انه نشر في قبرها شيئاً من تراب كربلاء.

اجل تلك عقبى المتقين خوالد

من الذكر لا تفنى ولا ينتهي الذكر

رحم الله هذه المرأة شطيطة وجعلنا نساء ورجال من المقتدين بهذه المرأة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة