البث المباشر

طاووس اليماني الهمداني

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 14:24 بتوقيت طهران
طاووس اليماني الهمداني

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 255

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الذين خلدهم صدقهم هو المرحوم طاووس اليماني الهمداني من اليمن وهو من اعلام التابعين وكان طاووس اليماني معاصراً للامام السجاد والامام الباقر(ع) يذكر المؤرخون لطاووس اليماني موقفاً جميلاً وهادفاً مع هشام بن عبد الملك فقد ذكر المؤرخون ان هشام بن عبد الملك بن مروان حينما جاء بصفته حاجاً فلما دخل المدينة سأل هشام عمن تبقى من اصحاب النبي فأجيب بأنهم تفانوا ولا يوجد منهم احد يلتقي التابعين الا طاووس اليماني فقال عليّ به، احضروه اليه فلما حضر طاووس رحمه الله لم يخلع نعله الا حينما مشى خطوات على البساط وبعد ذلك لم يسلم على هشام بالطريقة المتبعة وهي يا امير المؤمنين وانما قال السلام عليكم ثم خالف ايضاً العادة المتبعة بتسمية الخليفة بكنيته وانما خاطب الخليفة بأسمه كيف انت يا هشام ثم جلس بجنبه فتفجر هشام غضباً لان هؤلاء ينظرون الى الناس بمنظر انهم درجة ثالثة او رابعة وانهم هم الطبقة الممتازة‌ هكذا تدور في افكارهم هذه الافكار البائسة فهشام لم يتعود على هذا السلوك فناداه بصوت عال علماً بأن طاووس جلس بجنبه لكن من باب كأنه يريد توبيخه قال يا طاووس ما حملك على ما صنعت فقال طاووس وما صنعت؟ 
فأزداد غضبه وقال عجيب خلعت نعلك على البساط لم تسلم عليّ لم تكنني بكنيتي ثم جلست بأزائي وجنبي وها انت تقول بصوت عال كيف انت يا هشام فقال طاووس بكل برودة تمهل يا هشام اما خلع نعالي على بساطك فأني اخلعها بين يدي ربي العزة كل يوم خمس مرات ولا يغضب ربي عليّ واما قولك لم تسلم عليّ بأمرة المسلمين فوالله لا اعرف احداً‌ من المؤمنين اختارك اميراً عليه او احداً رشحك كذا او انما بالعنف او القمع والله لا اعرف احداً من المؤمنين اختارك اميراً عليه فكيف اكذب واما قولك لم جلست بجنبك فأني سمعت مولاي امير المؤمنين(ع) يقول اذا اردت ان تنظر الى رجل من اهل النار فأنظر الى رجل جالس وحوله الناس وقوف، هذا استعباد واستحقار للناس وهنا بعد هذه الاجوبة من طاووس اليماني هشام تراجع ثم صاح يا طاووس بالله عليك عظني فقال طاووس سمعت من مولاي امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) ان في جهنم حيات كالتلال وعقارب كالبغال تلسع كل امير لا يعدل في رعيته طبعاً الحديث كنائي وبعد ذلك قام طاووس وغادر المجلس وترك اثراً كبيراً في كلامه وموقفه هذا ويذكر المؤرخون مواقف لطاووس مع الائمة، الامام الباقر الامام الصادق(ع) ذكروا انه كان في الطواف يوماً ومعه اصحابه كانوا يطوفون معه وامامه كان الامام الباقر يطوف وكان الامام الباقر شاباً فنظر اليه طاووس من بعيد وقال لصحبه ان هذا الفتى من علماء اهل البيت، الامام كان بعد ان اكمل الطواف صلى ركعتي الطواف جلس لان تحية البيت الحرام الطواف فلما فرغ الامام جلس واجتمع حوله الناس يسألونه فقال طاووس لاصحابه كأنه يريد ويتعلم قال لاصحابه اذهبوا بنا اليه لنسأله عن مسائل نجهلها او نعيش الحيرة فجلس طاووس امام الامام واجتمع الناس في اصغاء فسأل طاووس قال سيدي هل تعلم متى مات ثلث الناس قال له الامام الباقر(ع) يا ابا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس وانما اردت ربع الناس قال طاووس وكيف قال كان آدم وحواء وهابيل وقابيل فقتل احد الاربعة وهو هابيل فذهب ربع الناس فقال طاووس صدقت روحي فداك واستمر طاووس يسأل سأل طاووس عن صلاة بدون وضوء وصوم لا يمنع من الاكل والشرب وعن شيء يزيد وينقص وعن شيء يزيد ولا ينقص وعن شيء ينقص ولا يزيد وعن قوم شهدوا بالحق وقد كذبوا والامام كان يجيب بكل بساطة قال له الامام ان الصلاة بلا وضوء هي الصلاة على النبي والصوم الذي لا يمنع عن الاكل والشرب هو صوم مريم اني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم انسياً وعن الشيء الذي يزيد وينقص وهو القمر وعن شيء يزيد ولا ينقص وهو البحر وعن شيء ينقص ولا يزيد وهو العمر. 

ما اسرع الايام في طينا تمضي

علينا ثم تمضي بنا

واما القوم الذين شهدوا بالحق وهم كاذبون انهم المنافقون الذين قالوا نشهد انك لرسول الله - يخاطبون النبي- يشهد انهم لكاذبون وتردد اسم طاووس في حياة الامام زين العابدين(ع) وهو الذي يروي معاناة الامام بعد وقائع الطف وحدة وكثرة‌ بكائه نهاراً واحياناً كان يستكثر هذا من الامام يعتبره مخالفاً لطبع الائمة حيث عرفوا بالصبر والتحمل لكن الامام كان يجيبه ان الامور جرت في كربلاء بشكل من الفضاعة‌ ما يخرجها عن هذا التصور يقول الامام يا طاووس هل رأت عيناك ام سمعت اذناك ان امرأة ‌منا سبيت قبل يوم عاشوراء وطاووس اليماني اجمالاً هو احد الرواة الحسيين لمناجاة الامام زين العابدين لانه كان حاضراً ويذكر مراراً وفي مناسبات مختلفة وعديدة ان رأيت شخصاً متعلقاً بأستار الكعبة في جوف الليل يناجي ربه «الا ايها المأمول في كل حاجتي شكوت اليك الضر فأسمع شكايتي، الا يا رجائي انت كاشف كربتي فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل لا اراه مبلغاً اللزاد ابكي ام لبعد مسافتي اتيت بأعمال قباح رديئة وما في الورى جاني جنى كجنايتي وتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي منك» يقول طاووس استأثرت بهذا الكلام وهذه المعاني اخذت اتأمل واذا به الامام زين العابدين(ع). رحم الله طاووس على هذا التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة