البث المباشر

برنامج خاص بمناسبة ذكرى ولادة السيدة زينب الكبري عليها السلام

السبت 12 يناير 2019 - 14:16 بتوقيت طهران

عنوان البرنامج : ذكرى ولادة السيدة زينب الكبري عليها السلام مقدمة البرنامج : شيماء كريم ضيفة البرنامج : الأستاذة أم الفرقان الحكيم الباحثة الإسلامية من العراق

*📝الاشعار📝*

(في ذكرى مولد السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام)

1. ميلادُ زينبَ فرحةٌ للمسلم ِهو بسمةٌ عَرَضتْ لثغرٍ غائم

ِ2. بنتُ النبيِّ المصطفى، بنتُ الذي جبريلُ بين يديه مِثْلُ الخادم

ِ3. بنتُ الأميرِ المرتضى ذاك النبا مَن سوفَ يُسألُ عنه كلُّ مُكلَّم

ِ4. بنتُ الهدايةِ و الولايةِ والتقى بنت العدالةِ والصراطِ الأقوم

ِ5. بنتُ الشجاعةِ و المروءةِ والندى بنتُ البلاغةِ واللسانِ الأحكم

ِ7. بنتُ التي هي أمُّ أكرمِ والدٍ حوريةٌ وُهبتْ لأوّلِ مُسلِم

10. هي زينبٌ؛ إنّ الهواءَ وقد جرى في صدرِها، فكأنّه من زمزم

1. طُهْرٌ يدلُّ بنفسِه عن نفسِه مع كلِّ خيطٍ من نسيجٍ مُحكَم

ِ12. صِيغتْ بكفِّ نبوّةٍ وإمامةٍ فترابُ خطوتها ضياءُ الأنجم

ِ13. النحرَ قدّمَ سبطُ طه إنّما لولا إذاعةُ زينبٍ لم يُعلَم

20. وتظلّ زينبُ للأباةِ ملاذَهم كبرى المنائرِ في الزمان الأظلمِ

****************

أهرقتُ أشرعتي على مرســـاكِ وأتيتُ أرفلُ في سفيـنِ رؤاكِ

وبصدريَ الأزمان خفقةُ ذاهـــلِ يرنـــو بمقلتهِ عظيمَ سنــاكِ

من أنتِ؟ واشتبكت بسؤلي ساعـةٌ فيها ولدت و كان بِدءُ عُــــلاكِ

أشرقتِ ملء الطُهر حيـن ترقرقت من حولكِ زمرٌ من الأمــــلاك

والدارُ يسعاها (الأمينُ) ورهــطُه خدماً لتغدوا في نعيم رضــــاكِ

كان النبي يُحيكُ منــكِ روايــةً للمجدِ حينَ لصدرهِ أدنـــــاكِ

وبحيثُ (قبَّل) قام قطبُ مجـــرةٍ للصبرِ، يُكملُ دورة الأفــــلاكِ

لكنَّ أفق الغيبِ أفصـحَ ســـرَّه وبدى إليهِ ما يحــول مـــداكِ

فتقاطرت منه الدموع بمنــــظرِ تسبين فيه على يدي أعــــداكِ

هو يومُ مولدكِ، ولكنَّ العنــــا يطوي السنينَ فيستحيلُ أســـاكِ

ولربما اكتملت فصولُ حكـــايةٍ من قبلِ أن تسري بوحي الحـاكي

أعقيلةَ الأطهارِ والشرفُ الـــذي لاذتْ إليـــــهِ حقيـقةُ الإدراكِ

أبداً يصوغُ الدهر منكِ كمـــاله وبكفهِ مـــلء اليقيـــن لواكِ

ذكراكِ سطرها الخلودُ بريشةِ الــ تقوى وسيجها صفـاءُ هُـــداكِ

يا ذروة العلياء حسبُكِ أنمــــا يحوي الزمانُ من العلا عليـــاكِ

يا من تقاسمت البطولةَ والفِـــدا أقسمتُ ما كان الهُدى لــــولاكِ

(صلى عليكِ الله ما أمــــلاكُهُ طافت مُقدَّسةً بقدسِ حِمــــاكِ)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله وسلم.

السلام عليكم أعزائنا المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم ازكى التهاني واجمل التبريكات في ذكرى الميلاد السعيد للسيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام سائلين الله عزوجل أن يرزقنا وإياكم زيارتها عاجلا وشفاعتها آجلا.

نلتقيكم أيها الإخوة والأخوات الاكارم عبر أثير إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران في هذا البرنامج الخاص الذي اعددناه بمناسبة ذكرى ميلاد هذه السيدة الجليلة اخت الامامين السبطين سيدي شباب اهل الجنة عليها أفضل الصلاة والسلام لنلقي نظرة فاحصة وتعيها اذن واعية على معالم شخصيتها العظيمة ومساعيها الجليلة ومعارفها الفذة في خدمة شريعة جدها سيد المرسلين ومن اجل هداية المسلمين ومواجهة طغاة عصرها من الامويين الظالمين طيلة سني حياتها التي بلغت ستة وخمسين عاما.

نبارك لكم مجددا هذه المناسبة السعيدة. كونوا معنا وتابعونا في هذا البرنامج الخاص على الهواء مباشرة ونستقبل مساهماتكم عبر أرقام اذاعتنا وهي :

اعزائنا المستمعين

لقد دأب البعض على وصف السيدة زينب عليها السلام ب (أم المصائب زينب!)متغافلين عن باقي الخصال الحميدة والصفات الكثيرة الأخرى في شخصيتها السامية.

فقد تكاملت نواحي العظمة في شخصية السيدة زينب وتجسدت فيها معالي الصفات ومكارم الأخلاق، وذلك هو سر تفردها وخلودها وإنما تتحدد قيمة الإنسان ومكانته حسب ما يتمتع به من مواهب وكفاءات، ويترشح عنه من فضائل وأخلاق. وشخصية السيدة زينب زاخرة بالمواهب العالية، وسيرتها طافحة بالمكارم الرفيعة ومن خلال تلك المواقف والأحداث التي تعرضت لها تجلت لنا كفاءات السيدة زينب وعظمة شخصيتها، وتبدى لنا من نورها المضيء، وأفقها الرحيب بقدر ما كانت أبصارنا تستوعب الرؤية والنظر.ولكن شاءالبعض أن يحصر نظره ويضيق أفقه في ماواجهته زينب خلال يوم عاشوراء وما اعقبه من سبيها إلى الكوفة دمشق فقط.وفي هذا غبن لها وغمط لحقها فلا ينبغي تلخيص ستة وخمسين عاما من عمرها المبارك في أسبوع ولايصح أن نطلق عليها اسما مقرونا بالمصيبة والبكاء مما ينفر جيلنا الحالي من إطلاق اسمها على من تولد اليوم بناتهم تشاؤما من المصائب والبلاء

فالسيدة زينب وهي العالمة بالله و (إنما يَخْشَى الله من عِبَادهِ العُلَمَاءُ) وهي الناشئة في أجواء الإيمان والعبادة والتقوى، كانت قمة سامقة في تقواهاو عبادتها وخضوعها للخالق عزّ وجلّ كأمها الزهراء (عليها السلام) وكانت تؤدي عباداتها اليوميةعلى أكمل وجه و نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها حتى أنّ الحسين (عليه السلام) عندما ودّع عياله الوداع الأخير يوم عاشوراء، قال لها:( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل) كما ذكر ذلك البيرجندي، وهو مدوّن في كتب السّير وعن عبادة السيدة زينب، ليلة الحادي عشر من المحرم، يقول الشيخ محمد جواد مغنية :وأيّ شيء أدلّ على هذه الحقيقة، من قيامها بين يدي الله للصلاة، ليلة الحادي عشر من المحرم، بينما كان رجالها بلا رؤوس على وجه الأرض، ومن حولها النساء والأطفال، في صياح وبكاء ودهشة وذهول، وجيش العدو يحيط بها من كل جانب.

إنّ صلاتها في مثل هذه الساعة، تماماً كصلاة جدّها رسول الله في المسجد الحرام، والمشركون من حوله يرشقونه بالحجارة، ويطرحون عليه رحم شاة، وهو ساجد لله (عزّ وعلا)، وكصلاة أبيها أمير المؤمنين، في قلب المعركة بصفين، وصلاة أخيها سيد الشهداء يوم العاشر، والسهام تنهال عليه كالسيل.

ولا تأخذك الدهشة إذا قلت إنّ صلاة السيدة زينب، ليلة الحادي عشر من المحرم، كانت شكراً لله على ما أنعم، وأنّها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنّها نعمة خصّ الله بها أهل بيت النبوة، من دون الناس أجمعين، وأنّه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس وروي عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها: "وأمّا عمّتي زينب، فإنّها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها، تستغيث إلى ربّها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنّة".

فما احرى بنا اليوم (مستمعينا الكرام)أن نقتدي بها في التقوى والعبادة ولا نكتفي بمدحها والثناء عليها وحسب.

مستمعينا الكرام !

مازلنا نستقصي أبرز صفات بطلة كربلاء السيدة زينب عليها السلام.

المحطةالثانية هي (الشجاعة والجرأة والصراحة في ذات الله).

لقد امتازت هذه السيدة العظيمة بأشد الشجاعة وعدم التردد في بيان الحق والجهر بالحقيقة.

فبعد أسرها وجلبها إلى الكوفة عنوة ً ادخلت في مجلس الطاغية الاموي عبيد الله بن زياد دكتاتور الكوفة فحاول السخرية منها و تبكيتها و الاستخفاف بشخصيتها والتنمر عليها قائلا (كيف رايت صنع الله بك وبأخيك؟!!).

وإذا باللبؤة الجريحة زينب الكبرى تنبري له بسرعة لتحقيره وسحقه وتمريغ أنفه في الوحل كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وبمجرد أن أومأت إلى الناس سكتوا. فارتدّت الأنفاس ،وسكنت الأجراس فبدات تقول:

[بِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَفِي الْعَذَابِ أَنْتُمْ خَالِدُونَ

أَتَبْكُونَ أَخِي ؟أَجَلْ وَاللَّهِ فَابْكُوا فَإِنَّكُمْ أَحْرَى بِالْبُكَاءِ

فَابْكُوا كَثِيراً وَاضْحَكُوا قَلِيلًا فَقَدْ أَبْلَيْتُمْ بِعَارِهَا، وَمَنَيْتُمْ بِشَنَارِهَا،وَلَنْ تَرْحَضُوهَا أَبَدا

وَأَنَّى تَرْحَضُونَ قتلَ سَلِيل خَاتَمِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ، وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ْ

أَلَا سَاءَ مَا قَدَّمَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ وَسَاءَ مَا تَزِرُونَ لِيَوْمِ بَعْثِكُمُ

(كتاب الملهوف لابن طاووس)

أما خطبتها في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية فقد كانت كالسوط يلهب ظهر الفرعون المستبد المزهو بنفسه وابتدرتها قائلة :

[يابن مرجانة فشَمَختَ بأنفِك، ونظرتَ في عِطفِك، جَذلانَ مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة، والأمورَ مُتَّسِقة، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. مهلاً مهلا! لاتطش جهلا

أنَسِيتَ قول الله تعالى:

(ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين) ؟!

[العلامةالطبرسي في كتابه "الاحتجاج"]

مستمعينا الأفاضل!

ان أمتنا الاسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى نساء يتميزن بالجراة والشجاعة في وجه الأنظمة المستبدة والحكام الظالمين يقتدين بزينب الكبرى في شجاعتها ولذلك نركز على زينب ((البطلة)) وليس زينب [الباكية وام المصائب] ولا فائدة من استدرار الدموع ومخاطبة العواطف دائما فأهل البيت عليهم السلام رموز الشجاعة وأعلام الثورة وليسوا مثار البكاء والدموع والشفقة عليهم.

واقعنا المعاصر يتطلب منا الاقتداء بمن وقفوا بوجوه الظلمةالقتلة السفلة وعلينا إعادة النظر في الصورةالنمطية التي تقدم للناس عن منهج وسيرةاهل البيت سلام الله عليهم.

أعزائي المستمعين!

ان السيدة زينب الكبرى ثاني اعظم سيدة في سيدات أهل البيت المحمدي ، و كانت حياتها تزدحم بالفضائل والمكرمات ، وتموج بموجبات العظمة والجلالة ، والقداسة والروحانية ، وتتراكم فيها الطاقات والكفاءات والقابليات ، ومقومات الرقي والتفوق.

من هنا .. فكل صفحة من صفحات حياتها المشرقة جديرة بالدراسة والتحقيق ، فمن ناحية تعتبر القراءة في ملف حياتها نوعاً من أفضل انواع العبادة وسبل التقرب إلى الله سبحانه ،

إنها نادرة من نوادر الكون ، وآية إبداع في خلق الله تعالى ، وملتقى آيات العظمة ، ومفخرة التاريخ.

ونحن إذا استقرأنا أسباب العظمة وموجبات الشرف في تاريخ البشر ـ على اختلاف انواعها وأقسامها ـ نجد كلها أو جلها مجتمعة ومتوفرة في السيدة زينب الكبرى.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم ارتفعت روحها إلى بارئها ويوم تبعث إلى الحياة الاخرة.

د. رعد جباره

س1: للسيدة زينب ع مرقدان في دمشق والقاهرة فما هو السر في ذلك؟

س2: مادور السيدة زينب ع في إبلاغ رسالةالنهضة الحسينية؟ وماهو دور المرأة المعاصرة في التغيير الرسالي؟

س3: لماذا يركز كثير من الخطباء والوعاظ على جانب المصيبة والعاطفة والبكاء عندما يتطرقون إلى السيدة زينب ع؟

س4: كيف تعلل مخاطبة السيدة زينب لطغاة عصرها بأسلوب التحقير والتقريع الشديدين دون توجس منهم؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة